الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر تحريم قتل الأطفال

                                                                                                                                                                              قال الله - جل ذكره - لنبيه ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ) الآية . وقال : ( قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم ) الآية . قال مولى ابن عباس : ( قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم ) نزلت فيمن كان يئد البنات من مضر وربيعة . قال : كان الرجل يشترط على امرأته إنك تئدين جارية وتستحيين أخرى ، فإذا كانت الجارية التي توأد غدا من عند أهله أو راح وقال : أنت علي كأمي إن رجعت إليك ولم تئديها فترسل إلى نسوتها فيحفرن لها حفرة فيتداولها بينهن فإذا بصرن [به ] مقبلا دسسنها في حفرتها وسوين عليها التراب .

                                                                                                                                                                              وكان قتادة يقول : وتلا هذه الآية قال : كان هذا صنيع أهل الجاهلية [ ص: 41 ] ، كان أحدهم يقتل ابنته مخافة السباء والفاقة ، ويغذوا كلبه! قال الله - جل ذكره - ( وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت ) : قال أبو عبيدة : وأد ولده حيا أي : دفنه حيا . قال الفرزدق :

                                                                                                                                                                              (ومنا) الذي منع الوائدات فأحيا الوئيد فلم يوأد



                                                                                                                                                                              وكان ابن عباس يقول : الموؤودة هي المدفونة ، كانت المرأة في الجاهلية إذا هي حملت فكان أوان ولادتها حفرت فتمخضت على ذلك الحفر ، فإن ولدت جارية رمت بها في ذلك الحفر ، وإن ولدت غلاما حبسته .

                                                                                                                                                                              9299 - حدثنا علي بن عبد العزيز قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم قال شعبة ، عن واصل الأحدب ، عن أبي وائل ، عن عبد الله قال : قلت : يا نبي الله ، أي الذنب أعظم ؟ قال : "أن تجعل لله ندا وهو خلقك " . قال قلت : ثم ماذا ؟ قال : "أن تقتل ولدك من أجل أن يأكل معك " . قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال : "أن تزني بحليلة جارك " ، ثم تلا هذه الآية : " ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ) " . [ ص: 42 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية