الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              باب ذكر الموضحة في الرأس والوجه

                                                                                                                                                                              وأجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن الموضحة تكون في الرأس والوجه .

                                                                                                                                                                              واختلفوا في تفضيل موضحة الوجه على موضحة الرأس : فقالت طائفة : هما سواء لا فرق بينهما ، وليس لموضحة الوجه فضل على موضحة الرأس . روي عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب أنهما قالا : الموضحة في الوجه والرأس سواء .

                                                                                                                                                                              9443 - حدثنا موسى ، قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا عباد ، عن عمر بن عامر ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، أن أبا بكر وعمر قالا : الموضحة في الوجه والرأس سواء .

                                                                                                                                                                              9444 - حدثنا إسحاق ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : سمعت الحجاج بن أرطأة يحدث عن مكحول ، عن زيد بن ثابت أنه قال : [ ص: 190 ] في الموضحة تكون في الرأس والحاجب والأنف سواء .

                                                                                                                                                                              ووافقهما على ذلك شريح ، ومكحول ، والشعبي ، وعمر بن عبد العزيز ، والنخعي ، والزهري ، وربيعة ، وعبيد الله بن الحسن ، والشافعي ، وإسحاق بن راهويه .

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة : موضحة الوجه تضعف على موضحة الرأس .

                                                                                                                                                                              روي هذا القول عن سعيد بن المسيب ، والشعبي .

                                                                                                                                                                              وقد اختلف فيه عن الشعبي .

                                                                                                                                                                              وقال أحمد في موضحة الوجه قال : هو أحرى أن يزاد في ديته .

                                                                                                                                                                              وفيه قول ثالث : وهو أنهما سواء إلا أن يشان الوجه شينا قبيحا ، فيعطى على قدر ذلك . هكذا قال سليمان بن يسار .

                                                                                                                                                                              وفيه قول رابع : قاله مالك ، قال مالك : الموضحة في الوجه من اللحي الأعلى فما فوقه ، وليس اللحي الأسفل من الوجه ولا من الرأس ، لأنهما عظمان منفردان ، والرأس سواء ذلك عظم واحد . وقال مالك : ليس في الأنف موضحة .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جعل في الموضحة خمسا من الإبل ، ولم يفرق بين موضحة الوجه وموضحة الرأس ، [ ص: 191 ] ففي الموضحة خمس من الإبل ، [والمواضح ] على الأسماء ، فما أوضح عن العظم ووقع عليها اسم موضحة صغيرة أو كبيرة على ظاهر الحديث ففيها خمس من الإبل ، وليس ينظر في ذلك إلى كثرة الشين ولا قلته ، وإنما ذلك على الأسماء على ما جاء على ظاهر الحديث .

                                                                                                                                                                              وحدثني علي ، عن أبي عبيد أنه قال : الموضحة : هي التي يكشط عنها ذلك القشر - يعني : قشرة رقيقة بين العظم واللحم - أو يشق حتى يبدوا وضح العظم ، فتلك الموضحة .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية