الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر القصاص بين العبيد في النفس وفيما دون النفس

                                                                                                                                                                              واختلفوا في القصاص بين العبيد في النفس وفيما دون النفس . يروى هذا القول عن عمر بن الخطاب مرسل .

                                                                                                                                                                              وروي عن علي أنه قال : تجري جراحات العبيد على ما تجري عليه جراحات الأحرار .

                                                                                                                                                                              9319 - حدثنا إسحاق ، عن عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن عبد العزيز بن عمر ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن عمر بن الخطاب قال : ويقاد المملوك من المملوك في كل عمد يبلغ نفسه ، فما دون ذلك من الجراح ، فإن اصطلحوا على العقل فقيمة المقتول على أهل القاتل أو الجارح .

                                                                                                                                                                              9320 - حدثنا موسى قال : حدثنا أبو بكر قال : حدثنا يحيى بن آدم ، عن حماد بن سلمة ، عن حجاج ، عن حصين الحارثي ، عن الشعبي ، عن الحارث ، عن علي قال : قال تجري [جراحات ] العبيد على ما تجري عليه جراحات الأحرار .

                                                                                                                                                                              وممن رأى أن بينهم القود في النفس والجراح : عمر بن عبد العزيز ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، والزهري ، وقتادة . وكان الحسن وابن سيرين يريان القصاص بين العبيد ، وهكذا مذهب عطاء ، وعمرو بن دينار . وكان [ ص: 62 ] مالك ، والشافعي ، وأبو ثور يرون القصاص بين العبيد في النفس وفيما دون النفس .

                                                                                                                                                                              وفيه قول ثان : وهو أن لا قصاص بينهم إلا في النفس ولا قصاص بينهم فيما دون النفس . روي هذا القول عن عبد الله بن مسعود .

                                                                                                                                                                              9321 - حدثنا موسى قال : حدثنا أبو بكر قال : حدثنا يحيى بن آدم ، عن زهير ، عن الحسن بن الحر ، عن الحكم ، عن إبراهيم والشعبي ، عن عبد الله بن مسعود ، أن العبد لا يقاد من العبد في جراحة عمد ولا خطأ ، إلا في قتل عمد .

                                                                                                                                                                              وبه قال الشعبي ، والنخعي ، والثوري ، والنعمان .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : بين العبيد القصاص في النفس وفيما دون النفس ، وهم كالأحرار لا تكون أحوالهم أكثر من أحوال الأحرار .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية