الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              باب جماع أبواب الديات

                                                                                                                                                                              قال الله ( وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا ) فحكم الله في المؤمن يقتل خطأ بالدية .

                                                                                                                                                                              ودلت السنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك ، وأجمع أهل العلم على القول به .

                                                                                                                                                                              باب ذكر الشجاج اللواتي هن دون الموضحة

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : لم نجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم حكما في شيء من الشجاج دون الموضحة ، وقد أجمع أهل العلم أن فيما دون الموضحة أرش ، واختلفوا في ذلك الأرش : فمنهم من جعل الأرش فيما دون الموضحة معلوما ، وجعل ذلك مختلفا على قدر الجراح ، ومنهم من قال : ليس في شيء مما دون الموضحة أرش معلوم ، وإنما تجب في ذلك كله حكومة ، وسأذكر ما حضرني من اختلاف أهل العلم في كل باب منها على سبيل ما اختلفوا فيه - إن شاء الله - وهي شجاج خمس : الدامية ، و [الدامعة ] ، والباضعة ، والمتلاحمة ، والسمحاق وهي التي تسميه أهل المدينة : الملطاة . [ ص: 178 ]

                                                                                                                                                                              وقد فسر غير واحد من أهل العلم هذه الشجاج ، ومن أحسن من رأيته فسر ذلك أبو عبيد ، فاقتصرت على ذكر ما قال في ذلك .

                                                                                                                                                                              حدثني علي بن عبد العزيز ، قال : قال أبو عبيد ، قال الأصمعي ، وغيره - دخل كلام بعضهم في بعض - : أول الشجاج : الحارصة ، وهي التي تحرص الجلد - يعني : التي تشقه قليلا - ومنه قيل : حرص القصار الثوب إذا شقه وقد يقال لها : الحرصة أيضا ، وسمعت إسحاق الأزرق يحدث عن عوف قال : شهدت فلانا - قد سماه إسحاق يعني بعض قضاة البصرة - قضى في حرصتين بكذا وكذا . ثم الباضعة : وهي التي تشق اللحم تبضعه بعد الجلد . ثم المتلاحمة : وهي التي أخذت في اللحم ولم تبلغ السمحاق . والسمحاق : جلدة أو قشرة رقيقة بين اللحم والعظم . قال الأصمعي : وكل قشرة رقيقة فهي سمحاق ، فإذا بلغت الشجة تلك القشرة ، حتى لا يبقى بين اللحم والعظم غيرها ، فتلك الشجة هي السمحاق . وقال الواقدي : هي عندنا الملطامة . وقال غيره : هي الملطاة . يقال : وهي التي جاء فيها الحديث . [ ص: 179 ]

                                                                                                                                                                              قال أبو عبيد : ومن الشجاج أيضا عن غير هؤلاء الذين سمينا : الدامية وهي التي تدمى من غير أن يسيل منها الدم ، ومنها : [الدامعة ] : وهو أن يسيل منها الدم .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية