الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر من انتقل من كفر إلى كفر

                                                                                                                                                                              واختلفوا فيمن انتقل من اليهود إلى دين النصارى ، أو من النصارى إلى دين اليهود أو المجوس . [ ص: 478 ]

                                                                                                                                                                              فكان الشافعي يقول : وإذا بدل يهودي أو نصراني أو مجوسي دينه إلى دين غيره لم يقل له : ارجع إلى الشرك ، فإن أسلم فذلك ، وإن رجع إلى دينه من قبل نفسه فذلك ، وإلا بلغ أي بلاد الحرب شاء الإمام من أهل دينه ثم حورب ، وقد قيل : يقر على ذلك . وقال في كتاب الجمع بين الأختين : لو ارتدت - يعني زوجة المسلم - من يهودية إلى نصرانية أو نصرانية إلى يهودية لم تحرم عليه ، لأنه كان يصلح له أن يبتدئ نكاحها لو كانت من الدين الذي خرجت إليه .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : وهذا اختلاف من قوله .

                                                                                                                                                                              وقال مالك ، عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من بدل دينه فاقتلوه" أنه لم يعن بذلك من خرج من اليهودية إلى النصرانية ، ولا من النصرانية إلى اليهودية ، ولا من تغير عن دينة من أهل الأوثان كلها .

                                                                                                                                                                              وكان أبو ثور يقول : ومن كان يهوديا فتنصر ، أو نصرانيا فتهود لم يستتب ، وهذا [كفر] كله قال : وكذلك قال أبو عبد الله - يعني الشافعي .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية