باب المبعث وبدء الوحي
قال الله سبحانه وتعالى: ( فاصدع بما تؤمر ) ، أي: شق جماعاتهم بالتوحيد، وقيل: اجهر بالقرآن، وقيل: أظهر، وقيل: احكم، وقيل: افصل بالأمر، والصديع: الصبح، وقيل: افرق بين الحق والباطل، يقال: تصدع القوم، أي: تفرقوا، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ( يومئذ يصدعون ) ، أي: يتفرقون، ( فريق في الجنة وفريق في السعير ) .
قال الله تبارك وتعالى: ( وما أرسلناك إلا كافة للناس ) ، أي: جامعا لهم بالإنذار، ومعنى كافة في اللغة: الإحاطة، مأخوذة من كفة الشيء، وهي حرفه إذا انتهى الشيء إليه كف عن الزيادة، وقيل في قوله سبحانه وتعالى: ( ادخلوا في السلم كافة ) ، أي: أبلغوا في الإسلام إلى حيث تنتهي شرائعه، فتكفوا من أن تعدوا وتجاوزوا، وأراد بالكافة: الإحاطة بجميع حدود الإسلام، وقيل معناه: ادخلوا كلكم فيه. [ ص: 315 ] .
وقال الله سبحانه وتعالى: ( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) ، أي: له وزن.
وعن سعيد بن جبير، عن في قوله عز وجل ( ابن عباس لا تحرك به لسانك لتعجل به ) ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه إذا أنزل عليه، فقيل له: ( لا تحرك به لسانك ) يخشى أن ينفلت منه، ( إن علينا جمعه ) ، أن نجمعه في صدرك، ( وقرآنه ) أن تقرأه، ( فإذا قرأناه ) ، يقول: أنزل عليه، ( فاتبع قرآنه ) ، اسمع له وأنصت، ( إن علينا بيانه ) ، أن نبينه على لسانك، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب، قرأه كما وعده الله سبحانه وتعالى.
3733 - أخبرنا ، أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، نا أحمد بن عبد الله النعيمي نا محمد بن يوسف، ، نا محمد بن إسماعيل مطر بن الفضل ، نا نا روح، نا هشام، عن عكرمة، ، قال: ابن عباس "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث عشرة يوحى إليه، ثم أمر بالهجرة، فهاجر عشر سنين، ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة". [ ص: 316 ] .
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه عن مسلم، ، عن ابن أبي عمر عن بشر بن السري، حماد، عن عن أبي حمزة، . ابن عباس