الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب التعزي بعزاء الجاهلية

                                                                            3541 - أخبرنا محمد بن الحسن الميربندكشائي ، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سراج الطحان ، أنا أبو أحمد محمد بن قريش بن سليمان ، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز المكي ، أنا أبو عبيد القاسم بن سلام ، حدثناه مروان بن معاوية، عن عوف، عن الحسن، عن عتي بن ضمرة السعدي، عن أبي بن كعب ، أنه سمع رجلا، قال: يا لفلان، ويا لبني فلان، فقال له: اعضض بهن أبيك، ولم يكن، فقال له: يا أبا المنذر، ما كنت فحاشا، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "من تعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه بهن أبيه [ ص: 121 ] ولا تكنوا".

                                                                            قوله: " من تعزى بعزاء الجاهلية "، أي: انتسب وانتمى، كقولهم: يا لفلان، ويا لبني فلان، يقال: عزوت الرجل وعزيته: إذا نسبته، وكذلك كل شيء تنسبه إلى شيء.

                                                                            وقيل لعطاء في حديث حدثه، إلى من تعزيه؟ أي: إلى من تسنده.

                                                                            ويروى في حديث آخر " من لم يتعز بعزاء الله، فليس منا "، وله وجهان: أحدهما أن لا يتعزى بعزاء الجاهلية ودعوى القبائل، ولكن يقول: يا للمسلمين، فهذا عزاء الإسلام، والوجه الآخر: أن معنى التعزي في هذا الحديث، التأسي والتصبر عند المصيبة، فيقول: ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ، كما أمر الله عز وجل.

                                                                            وقوله: بعزاء الله، أي: بتعزية الله إياه، فأقيم الاسم مقام المصدر.

                                                                            قوله: " بهن أبيه "، يعني: ذكره، قلت: يريد يقول له: اعضض بأير أبيك، يجاهره بمثل هذا اللفظ الشنيع ردا لما أتى به من الانتماء إلى قبيلته، والافتخار بهم.

                                                                            وكنيت الرجل، وكنوته لغتان. [ ص: 122 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية