الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3586 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أبو منصور السمعاني ، نا أبو جعفر الرياني ، نا حميد بن زنجويه ، نا علي بن المديني، نا ابن عيينة ، عن ابن عجلان ، عن سعيد، عن أبي هريرة ، " أن رجلا سب أبا بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس لا يقول شيئا، فلما سكت، ذهب أبو [ ص: 164 ] بكر يتكلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعه أبو بكر، فقال: يا رسول الله، كان يسبني، وأنت جالس، فلما ذهبت أتكلم، قمت.

                                                                            قال: إن الملك كان يرد عنك، فلما تكلمت، ذهب الملك، ووقع الشيطان، وكرهت أن أجلس، يا أبا بكر، ثلاث كلهن حق: ليس عبد يظلم بمظلمة، فيغضي عنها إلا أعز الله بها نصره، وليس عبد يفتح باب مسألة يبتغي بها كثرة إلا زاده بها قلة، وليس عبد يفتح باب عطية يبتغي بها وجه الله أو صلة إلا زاده الله به كثرة ".


                                                                            قال علي: أملاه علينا سفيان.

                                                                            قلت: الانتصار عن المظالم جائز.

                                                                            لقوله سبحانه وتعالى: ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ) ، وقال عز وجل: ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) .

                                                                            ولكن الصبر أجمل، قال الله سبحانه وتعالى: ( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) ، وقال جل ذكره: ( ولمن انتصر بعد ظلمه ) ، إلى أن قال: ( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) ، [ ص: 165 ] قال إبراهيم: " كانوا يكرهون للمؤمنين أن يستذلوا، فإذا قدروا عفوا ".

                                                                            وقال منصور، عن إبراهيم في قوله سبحانه وتعالى: ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) ، قال: كانوا يكرهون للمؤمنين أن يستذلوا، فيجترئ عليهم الفساق.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية