الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3619 - أخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي ، أنا أبو طاهر الزيادي ، أنا محمد بن الحسين القطان، أنا أحمد بن يوسف السلمي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن همام بن منبه، نا أبو هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل ابتنى بيوتا، فأحسنها، وأجملها، وأكملها إلا موضع لبنة من زاوية من زواياها، فجعل الناس يطوفون، ويعجبهم البنيان، فيقولون: ألا وضعت هاهنا لبنة، فتم بناؤه، فقال محمد صلى الله عليه وسلم: فأنا اللبنة " [ ص: 200 ] .

                                                                            وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الأولى والآخرة، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: الأنبياء إخوة من علات، وأمهاتهم شتى، ودينهم واحد، وليس بيننا نبي ".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجاه من طرق، عن أبي هريرة ، وأخرجه مسلم، عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق .

                                                                            قوله: " إخوة من علات "، ما ذكر في الحديث أن أمهاتهم شتى ودينهم واحد، يقال لإخوة بني أب وأم: بنو الأعيان، فإن كانوا لأمهات شتى، فهم بنو العلات، فإن كانوا لآباء شتى، فهم أخياف، يريد: أن أصل دين الأنبياء واحد، وإن كانت شرائعهم مختلفة، كما أن أولاد العلات أبوهم واحد، وإن كانت أمهاتهم شتى.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية