الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3593 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا محمد بن محمد بن سمعان الواعظ، حدثني أبو محمد زنجويه بن محمد ، نا علي بن الحسن الهلالي، نا عبد الله بن الوليد العدني، عن سفيان، حدثني معبد بن خالد القيسي، عن حارثة بن وهب الخزاعي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف، لو يقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر". [ ص: 170 ] .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن أبي نعيم ، عن سفيان، وأخرجه مسلم، عن عبد الله بن معاذ العنبري، عن أبيه، عن شعبة ، عن معبد.

                                                                            العتل: الشديد الخصومة الجافي اللئيم، وقيل: هو الفظ الغليظ الذي لا ينقاد لخير.

                                                                            والجواظ: هو الجموع المنوع، وقيل: الكثير اللحم، المختال في مشيه، وقيل: القصير البطين.

                                                                            وروى حارثة بن وهب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " لا يدخل الجنة الجواظ الجعظري ".

                                                                            يقال: الجعظري: الفظ الغليظ، وجاء تفسيره في بعض الأحاديث: هم الذين لا تصدع رؤوسهم، ويقال: رجل جعظري وجعظار: وهو الذي يتنفج بما ليس عنده، وفيه قصر.

                                                                            وعن سليم بن حنظلة، قال: نظر عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي بن كعب ، ومعه ناس، فعلاه بالدرة، فقال: يا أمير المؤمنين، ما تصنع؟ فقال: " إنها فتنة للمتبوع، ومذلة للتابع ".

                                                                            وعن يحيى بن جعدة أن ناسا كانوا يتبعون سلمان، فقال: " هذا خير لكم، وشر لي ". [ ص: 171 ] .

                                                                            وقال عبد الله بن مسعود: " من تطاول تعظما، خفضه الله، ومن تواضع تخشعا، رفعه الله ".

                                                                            وقال عمر بن الخطاب: " إن الرجل إذا تواضع، رفع الله حكمته.

                                                                            وقال: انتعش نعشك الله، فهو في نفسه صغير، وفي أعين الناس كبير، وإذا بطر وعدا طوره، وهصه الله إلى الأرض، وقال: اخس أخساك الله، فهو في نفسه كبير، وفي أعين الناس صغير حتى يكون أهون على الله من الخنزير ".

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية