الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3453 - أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنا أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسن بن علي بن البادي، نا أبو بكر محمود بن عبد الله الشافعي ، نا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ، نا يزيد بن بيان المعلم، نا أبو الرجال، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "ما أكرم شاب شيخا من أجل سنه إلا قيض الله له عند سنه من يكرمه".

                                                                            وأخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الرحمن النسوي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الإسفراييني ، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ، بهذا الإسناد مثله، وقال: "لسنه"، ولم يقل: "من أجل سنه" [ ص: 41 ] .

                                                                            قوله: " إلا قيض الله له "، أي: سبب وقدر، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ( وقيضنا لهم قرناء ) ، أي: سببنا.

                                                                            قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا يعرف إلا من حديث يزيد بن بيان.

                                                                            وقال طاوس: من السنة أن يوقر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد.

                                                                            قلت: إذا اجتمع قوم، فالأمير أولاهم بالتقديم، ثم العالم، ثم أكبرهم سنا، ولا ينبغي للعالم أن يتقدم أباه وأخاه الأكبر لما عليه من حق الوالد والأخ الأكبر.

                                                                            قال حميد بن زنجويه : ينبغي للمرء أن يوقر عمه، وإن كان أصغر منه، ولبنت الأخت أن توقر خالتها، وإن كانت أصغر منها، لأن العم أب، والخالة أم.

                                                                            وإذا كانت للرجل نسوة، فأراد أن يقسم بينهن شيئا، أو يسلم عليهن، أو يأتي إليهن معروفا، بدأ بأكبرهن سنا، ثم التي تليها في السن حتى تكون الصغرى آخرهن.

                                                                            قالت عائشة: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الظهر، دخل على نسائه واحدة واحدة، وكان أولهن يبدأ بها أم سلمة، لأنها أكبرهن حتى تكون عائشة آخرهن، وإذا قسم بين جماعة من الصغار شيئا، بدأ بأصغرهم سنا، ثم الثاني حتى يكون أكبرهم آخرهم "، وذلك لضعف الصغير، وقلة صبره، وسرعة بكائه، والكبير يوقر لفضل سنه، والصغير يرحم لصغره وضعفه. [ ص: 42 ] .

                                                                            وجاء في الحديث عن أبي موسى الأشعري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط ".

                                                                            قال الشعبي: أمسك ابن عباس بركاب زيد بن ثابت، وقال: هكذا يفعل بالعلماء.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية