الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3778 - أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل ، نا مسدد ، نا يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده، " بينا أنا واقف في الصف يوم بدر، نظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما [ ص: 382 ] تمنيت أن أكون بين أصلح منهما، فغمزني أحدهما، فقال: يا عم، هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، ما حاجتك يابن أخي؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده، لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر، فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس.

                                                                            قلت: ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني، فابتدراه بسيفيهما، فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبراه.

                                                                            قال: أيكما قتله؟ فقال كل [ ص: 383 ] واحد منهما: أنا قتله.

                                                                            فقال: هل مسحتما سيفيكما؟ قالا: لا.

                                                                            فنظر في السيف، فقال: كلاكما قتله، سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح "، وكانا معاذ ابن عفراء، ومعاذ بن عمرو بن الجموح".


                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى، عن يوسف بن الماجشون، وقال: تمنيت أن أكون بين أضلع منهما.

                                                                            قلت: أي: أقوى.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية