الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب ذكر أهل الفساد بما فيهم

                                                                            3563 - أنا أبو حامد أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، نا أبو العباس الأصم ، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى المروزي ، نا سفيان بن عيينة .

                                                                            ح، وحدثنا أحمد بن عبد الله ، إملاء، أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ، نا زكريا بن يحيى، نا سفيان بن عيينة ، عن ابن المنكدر، سمع عروة بن الزبير، يقول: حدثتنا عائشة، " أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ائذنوا له، فبئس رجل العشير، أو بئس رجل العشيرة، [ ص: 142 ] فلما دخل ألان له القول، قالت عائشة: يا رسول الله، قلت له الذي قلت، فلما دخل، ألنت له القول؟ قال: يا عائشة، إن شر الناس منزلة يوم القيامة من ودعه، أو تركه، الناس اتقاء فحشه ".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجاه جميعا، عن قتيبة بن سعيد، عن سفيان بن عيينة .

                                                                            ويروى في هذه القصة، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن عائشة، قالت: قال تعني النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من شرار الناس الذين يكرمون لاتقاء ألسنتهم".

                                                                            قلت: فيه دليل على أن ذكر الفاسق بما فيه ليعرف أمره، فيتقى، لا يكون من الغيبة، ولعل الرجل كان مجاهرا لسوء أفعاله، ولا غيبة لمجاهر.

                                                                            وقال إبراهيم: كانوا يقولون: ثلاثة ليست لهم غيبة: السلطان الجائر، وذو الهوى، والفاسق المعلن لفسقه.

                                                                            ومثله عن الحسن، وقال الحسن: ليس لأهل البدع غيبة.

                                                                            وفي الحديث استعمال حسن العشرة، حيث لم يواجه الرجل بما أسره غيبة، وعد استقبال الرجل بعيوبه من باب الفحش.

                                                                            وقد روي في [ ص: 143 ] هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " يا عائشة إن الله لا يحب الفاحش المتفحش ".

                                                                            وروي عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل: ما بال فلان يقول، ولكن يقول: " ما بال أقوام يقولون كذا وكذا ".

                                                                            ويذكر عن أبي الدرداء: " إنا لنكشر في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم ".

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية