الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3616 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف الفربري، نا محمد بن إسماعيل البخاري ، نا محمد بن سنان، نا سيار، نا يزيد الفقير، أنا جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم، ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة ".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى، عن هشيم. [ ص: 197 ] .

                                                                            قوله: " نصرت بالرعب مسيرة شهر "، معناه: أن العدو يخافني، وبيني وبينه مسافة شهر، وذلك من نصر الله إياه.

                                                                            وقوله: " جعلت لي الأرض مسجدا "، أراد أن أهل الكتاب ما أبيحت لهم الصلاة إلا في بيعهم وكنائسهم، وأباح الله عز وجل لهذه الأمة الصلاة حيث كانوا تخفيفا عليهم وتيسيرا، ثم خص منها المقبرة والحمام، والمكان النجس، فنهوا عن الصلاة فيها.

                                                                            وقوله: " وطهورا "، أراد به التراب، كما بينه في حديث حذيفة " جعلت لنا الأرض كلها مسجدا، وجعلت تربتها لنا طهورا ".

                                                                            وقوله: " وأحلت لي المغانم "، أراد أن الأمم المتقدمة منهم من لم يكن أبيح لهم جهاد الكفار، فلم يكن لهم مغانم، ومنهم من أبيح لهم الجهاد، ولكن لم تبح لهم الغنائم، فكانت غنائمهم توضع، فتأتي نار فتحرقها، وأباحها الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة.

                                                                            وقوله: " أعطيت الشفاعة "، فهي الفضيلة العظمى التي لا يشاركه فيها أحد يوم القيامة، وبها ساد الخلق كلهم حتى قال: " أنا سيد ولد آدم "، وهو المقام المحمود الذي أعطاه الله عز وجل.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية