الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3473 - وأخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي توبة، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث ، أنا أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي ، أنا عبد الله بن محمود، أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ، نا عبد الله بن المبارك ، عن حماد بن سلمة، عن أبي سنان الشامي، عن عثمان بن أبي سودة، [ ص: 59 ] عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إذا عاد المسلم أخاه، أو زاره، قال الله تبارك وتعالى: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت منزلا في الجنة ".

                                                                            قلت: زيارة الإخوان مستحبة، وينظر الزائر في ذلك، فإن رأى أخاه يحب زيارته، ويأنس به، أكثر زيارته، والجلوس عنده، وإن رآه مشتغلا بعمل، أو رآه يحب الخلوة، يقل زيارته حتى لا يشغله عن عمله، وكذلك عائد المريض، لا يطيل الجلوس عنده إلا أن يكون المريض يستأنس به.

                                                                            قال الشعبي: عيادة نوكى القراء أشد على المريض من مرضه يجيئون في غير حينه، ويطيلون الجلوس.

                                                                            واحتج محمد بن إسماعيل في المداومة على الزيارة بحديث عائشة، قالت: " لم أعقل أبوي، وهما يدينان الدين، ولم يمر عليهما يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية ".

                                                                            وقال جرير بن حازم: كنا عند الحسن، فقال ابنه: خففوا عن الشيخ، فإنه لم يطعم وقد انتصف النهار، فانتهره الحسن، وقال: مه فوالله إن كان الرجل من المسلمين ليزور أخاه، فيتحدثان ويذكران ربهما حتى تمنعه القائلة.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية