الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3641 - أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، نا أبو الطاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، نا أبو الحسن علي بن الحسن الدارابجردي ، نا عمار بن عبد الجبار، نا المسعودي، عن عثمان بن عبد الله، عن نافع بن جبير بن مطعم ، عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل، ولا بالقصير، ضخم الرأس واللحية، شثن الكفين، مشرب حمرة، ضخم الكراديس، طويل المسربة، إذا مشى تكفأ تكفيا، كأنما ينحط من صبب، لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم".

                                                                            قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح.

                                                                            قوله: " شثن الكفين "، أي: غليظهما، يقال منه: شثن وشثن شثنا، وشنث شنثا.

                                                                            قوله: مشرب حمرة، إذا كان في بياضه.

                                                                            وقوله: " ضخم الكراديس ".

                                                                            أراد: ضخم الأعضاء، والكراديس: رؤوس العظام، وقيل لكتائب الخيل: كراديس.

                                                                            وقوله: " طويل المسربة ".

                                                                            وفي حديث هند بن أبي هالة: دقيق المسربة، فالمسربة: الشعر المستدق من الصدر إلى السرة.

                                                                            وقوله: " إذا مشى [ ص: 222 ] تكفأ تكفيا "، أي: تمايل إلى قدام، كما تتكفأ السفينة في جريها، والصبب: الحدور، وهو ما انحدر من الأرض وجمعه أصباب، يريد: أنه كان يمشي مشيا قويا، يرفع رجليه من الأرض رفعا بائنا، لا كمن يمشي اختيالا، ويقارب خطاه تنعما.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية