الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3720 - أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري ، أنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز، أنا أبو بكر محمد بن زكريا العذافري ، أنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، نا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، أخبرني أنس بن مالك ، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس، فصلى الظهر، فلما سلم، قام على المنبر، [ ص: 299 ] فذكر الساعة، وذكر أن بين يديها أمورا عظاما، ثم قال: من أحب أن يسأل عن شيء، فليسأل عنه، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا، قال أنس: فأكثر الناس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر رسول الله أن يقول: سلوني سلوني، قال أنس: فقام رجل، فقال: أين مدخلي يا رسول الله؟ فقال: النار، وقال: فقام عبد الله بن حذافة، فقال: من أبي يا رسول الله؟ قال: أبوك حذافة، ثم أكثر أن يقول: سلوني، قال: فبرك عمر رضي الله عنه على ركبتيه، فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، قال: فسكت النبي صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط، وأنا أصلي، فلم أر كاليوم في الخير والشر ".

                                                                            قال الزهري : وأخبرني عبد الله، قال: قالت أم عبد الله بن حذافة: ما رأيت ابنا أعق منك، أكنت تأمن أن تكون أمك قد قارفت بعض ما قارف أهل الجاهلية، [ ص: 300 ] فتفضحها على أعين الناس؟ فقال عبد الله: لو ألحقني بعبد أسود للحقته.

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن محمود، وأخرجه مسلم، عن عبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية