الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3726 - أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، نا علي بن الحسن الدارابجردي ، نا أبو وليد الطيالسي، نا عكرمة بن عمارة، نا أبو كثير السحيمي، وهو يزيد بن عبد الرحمن، [ ص: 307 ] نا أبو هريرة ، قال: " ما خلق الله مؤمنا سمع بي ولا يراني إلا أحبني، قلت: وما علمك بذلك يا أبا هريرة ؟ قال: إن أمي كانت مشركة، وإني كنت أدعوها إلى الإسلام، فتأبى علي، وإني دعوتها ذات يوم، فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن أمي امرأة مشركة، وإني كنت أدعوها إلى الإسلام، فتأبى علي، وإني دعوتها، فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أمي، فقال: اللهم اهد أم أبي هريرة ، فخرجت أعدو أبشرها بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أتيت الباب إذا هو مجاف، وسمعت خضخضة الماء، وسمعت خشف رجلي، فقالت: يا أبا هريرة كما أنت، وفتحت الباب، ولبست درعها، وعجلت عن خمارها، فقالت: إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن، فقلت: يا رسول الله، أليس قد استجاب الله دعوتك، فهدى أم أبي هريرة ، ادع الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلي، وإليها، فقال: [ ص: 308 ] اللهم حبب عبدك وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحببهم إليه ".

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن عمرو الناقد، عن عمر بن يونس اليمامي، عن عكرمة بن عمار، عن أبي كثير بن عبد الرحمن.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية