الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3723 - أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أنا حاجب بن أحمد الطوسي ، نا محمد بن يحيى، نا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن الأعرج ، " في قوله سبحانه وتعالى: ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ) ، قال: قال أبو هريرة : إنكم تقولون أكثر أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والله الموعد، وإنكم تقولون: ما بال المهاجرين لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الأحاديث؟ وما بال الأنصار لا يحدثون بهذه الأحاديث؟ وإن أصحابي [ ص: 304 ] من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم في الأسواق، وإن أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضوهم، والقيام عليها، وإني كنت امرأ مسكينا، وكنت أكثر مجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحضر إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وإن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يوما، فقال: من يبسط ثوبه حتى أفرغ من حديثي ثم يقبضه إليه، فإنه لن ينسى شيئا سمعه مني أبدا، قال: فبسطت ثوبي، أو قال: نمرتي، ثم حدثنا، فقبضته إلي، فوالله ما نسيت شيئا سمعته منه، وايم الله لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدا، ثم تلا: ( إن الذين يكتمون ) الآية كلها ".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد، وأخرجه مسلم، عن قتيبة، وغيره، عن سفيان، كلاهما عن الزهري .

                                                                            قوله: صفقاتهم في الأسواق: أراد: صفق الأكف عند البيع، كانوا إذا تصافقوا بالأكف كان ذلك أمارة الملك، وانبرام البيع، ولذلك يضاف الإملاك إلى الأيدي، والقبوض تقع بها. [ ص: 305 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية