الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب صلة الوالد المشرك

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ) .

                                                                            3425 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي، أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال، نا أبو العباس الأصم .

                                                                            ح، وأخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، ومحمد بن أحمد العارف ، قالا: أنا أبو بكر الحيري ، نا أبو العباس الأصم ، أنا الربيع، أنا الشافعي ، أنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أمه، أسماء بنت أبي بكر، قالت: " أتتني أمي راغبة في عهد قريش، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصلها؟ قال: نعم ". [ ص: 14 ] .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن الحميدي ، عن سفيان، وأخرجه مسلم، عن أبي كريب، عن أبي أسامة، عن هشام.

                                                                            قولها: راغبة أي طامعة، طالبة لبري تسألني شيئا، وأصل الرغبة: الحرص على الشيء، وفي الحديث " الرغب شؤم "، معناه: الشره والحرص على الدنيا، ورجل رغيب الجوف: إذا كان أكولا، وحوض رغيب: كثير الأخذ للماء.

                                                                            وفيه مستدل لمن رأى وجوب نفقة الأب الكافر، والأم الكافرة على الولد المسلم.

                                                                            ويروى أنها قالت: قدمت أمي راغمة، بالميم، أي: هاربة من قومها.

                                                                            وقيل: معناه: كارهة إسلامي وهجرتي.

                                                                            قال سلام بن مسكين: سألت الحسن، قلت: يا أبا سعيد، الرجل يأمر والديه بالمعروف، وينهاهما عن المنكر، قال: يأمرهما إن قبلاه، وإن كرها، سكت عنهما. [ ص: 15 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية