الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب المبعث وبدء الوحي

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( فاصدع بما تؤمر ) ، أي: شق جماعاتهم بالتوحيد، وقيل: اجهر بالقرآن، وقيل: أظهر، وقيل: احكم، وقيل: افصل بالأمر، والصديع: الصبح، وقيل: افرق بين الحق والباطل، يقال: تصدع القوم، أي: تفرقوا، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ( يومئذ يصدعون ) ، أي: يتفرقون، ( فريق في الجنة وفريق في السعير ) .

                                                                            قال الله تبارك وتعالى: ( وما أرسلناك إلا كافة للناس ) ، أي: جامعا لهم بالإنذار، ومعنى كافة في اللغة: الإحاطة، مأخوذة من كفة الشيء، وهي حرفه إذا انتهى الشيء إليه كف عن الزيادة، وقيل في قوله سبحانه وتعالى: ( ادخلوا في السلم كافة ) ، أي: أبلغوا في الإسلام إلى حيث تنتهي شرائعه، فتكفوا من أن تعدوا وتجاوزوا، وأراد بالكافة: الإحاطة بجميع حدود الإسلام، وقيل معناه: ادخلوا كلكم فيه. [ ص: 315 ] .

                                                                            وقال الله سبحانه وتعالى: ( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) ، أي: له وزن.

                                                                            وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله عز وجل ( لا تحرك به لسانك لتعجل به ) ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه إذا أنزل عليه، فقيل له: ( لا تحرك به لسانك ) يخشى أن ينفلت منه، ( إن علينا جمعه ) ، أن نجمعه في صدرك، ( وقرآنه ) أن تقرأه، ( فإذا قرأناه ) ، يقول: أنزل عليه، ( فاتبع قرآنه ) ، اسمع له وأنصت، ( إن علينا بيانه ) ، أن نبينه على لسانك، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب، قرأه كما وعده الله سبحانه وتعالى.

                                                                            3733 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، نا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل ، نا مطر بن الفضل ، نا روح، نا هشام، نا عكرمة، عن ابن عباس ، قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث عشرة يوحى إليه، ثم أمر بالهجرة، فهاجر عشر سنين، ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة". [ ص: 316 ] .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن ابن أبي عمر ، عن بشر بن السري، عن حماد، عن أبي حمزة، عن ابن عباس .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية