3777 - أخبرنا ابن عبد القاهر ، أنا أنا عبد الغافر بن محمد، ، نا محمد بن عيسى الجلودي ، نا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثني مسلم بن الحجاج ، نا زهير بن حرب عمر بن يونس الحنفي، نا حدثني عكرمة بن عمار، أبو زميل، وهو سماك الحنفي، حدثني حدثني عبد الله بن عباس، قال: عمر بن الخطاب،
فما زال يهتف بربه، مادا يديه، مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه، فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله، كذاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك.
فأنزل الله سبحانه وتعالى: ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ) فأمده الله بالملائكة ". " لما كان يوم بدر، نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مد يديه، فجعل يهتف بربه: [ ص: 380 ] اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام، لا تعبد في الأرض.
قال أبو زميل: فحدثني ، قال: ابن عباس
إذ نظر إلى المشرك أمامه، فخر مستلقيا، فنظر إليه، فإذا هو قد خطم أنفه، وشق وجهه كضربة السيف، فاخضر ذلك أجمع، فجاء الأنصاري، فحدث ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: صدقت، [ ص: 381 ] ذلك من مدد السماء الثالثة.
فقتلوا يومئذ سبعين، وأسروا سبعين ". " بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس، يقول: أقدم حيزوم.
هذا حديث صحيح.
قيل في معنى هذا الحديث، ومناشدة النبي صلى الله عليه وسلم، وقول أبي بكر: حسبك يا رسول الله، فإنه سينجزك ما وعدك: ليس ذلك لأن حال في الثقة بربه كان أرفع، ولا يجوز لأحد أن يظن ذلك، والمعنى فيه الشفقة منه عليه السلام على قلوب أصحابه، والتقوية لمنتهم إذ كان ذلك أول مشهد شهده، وكانوا مكثورين بأضعاف من أعدائه، فابتهل عليه السلام في الدعاء والمسألة يسكن بذلك ما في نفوسهم، إذ كانوا يعلمون أن دعوته مستجابة، فلما قال له أبو بكر: حسبك. أبي بكر
كف من الدعاء إذ علم أنه قد استجيب دعاؤه بما وجده في نفسه من المنة والقوة حتى قال هذا القول، يدل عليه قوله على أثر ذلك: ( أبو بكر سيهزم الجمع ويولون الدبر ) ، والله أعلم.