والعامة على نصب "لاهية". بالرفع على أنها خبر ثان بقوله "وهم" عند من يجوز ذلك، أو خبر مبتدأ محذوف عند من لا يجوزه. وابن أبي عبلة
قوله: "وأسروا النجوى الذين ظلموا" يجوز في محل "الذين" ثلاثة أوجه: الرفع والنصب والجر. فالرفع من أوجه، أحدها: أنه بدل من واو "أسروا" تنبيها على اتسامهم بالظلم الفاحش، وعزاه ابن عطية وغيره لسيبويه، للمبرد.
الثاني: أنه فاعل. والواو علامة جمع دلت على جمع الفاعل، كما تدل التاء على تأنيثه، وكذلك يفعلون في التثنية فيقولون: قاما أخواك. وأنشدوا:
3331 - يلومونني في اشتراء النخيـ ـل أهلي فكلهم ألوم
وقد تقدمت هذه المسألة في المائدة عند قوله تعالى: "ثم عموا وصموا [ ص: 133 ] كثير منهم" وإليه ذهب الأخفش وضعف بعضهم هذه اللغة، وبعضهم حسنها ونسبها وأبو عبيدة. لأزد شنوءة، وقد تقدمت هذه المسألة في المائدة عند قوله تعالى: "ثم عموا وصموا كثير منهم".
الثالث: أن يكون "الذين" مبتدأ، و "أسروا" جملة خبرية قدمت على المبتدأ، ويعزى للكسائي.
الرابع: أن يكون "الذين" مرفوعا بفعل مقدر فقيل تقديره: يقول الذين. واختاره قال: "والقول كثيرا ما يضمر. ويدل عليه قوله بعد ذلك: النحاس "هل هذا إلا بشر مثلكم". وقيل: تقديره: أسرها الذين ظلموا.
الخامس: أنه خبر مبتدأ مضمر تقديره: هم الذين ظلموا.
السادس: أنه مبتدأ. وخبره الجملة من قوله: "هل هذا إلا بشر" ولا بد من إضمار القول على هذا القول تقديره: الذين ظلموا يقولون: هل هذا إلا بشر، والقول يضمر كثيرا.
والنصب من وجهين، أحدهما: الذم. الثاني: إضمار أعني. والجر من وجهين أيضا: أحدهما: النعت، والثاني: البدل، من "للناس"، ويعزى هذا للفراء وفيه بعد.
[ ص: 134 ] قوله: "هل هذا" إلى قوله: "تبصرون" يجوز في هاتين الجملتين الاستفهاميتين أن يكونا في محل نصب بدلا من "النجوى"، وأن يكونا في محل نصب بإضمار القول. قالهما وأن يكونا في محل نصب على أنهما محكيتان بالنجوى، لأنها في معنى القول. "وأنتم تبصرون" جملة حالية من فاعل "تأتون". الزمخشري،