الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (45) قوله : فكأين من قرية أهلكناها : يجوز أن تكون "كأين" منصوبة المحل على الاشتغال بفعل مقدر يفسره "أهلكناها" وأن يكون في محل رفع بالابتداء، والخبر "أهلكناها". وقد تقدم تحقيق القول فيها.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "وهي ظالمة" جملة حالية من هاء "أهلكناها".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "فهي خاوية" عطف على "أهلكناها"، فيجوز أن تكون في محل [ ص: 287 ] رفع لعطفها على الخبر على القول الثاني، وأن لا يكون لها محل لعطفها على الجملة المفسرة على القول الأول. وهذا عنى الزمخشري بقوله: "والثانية - يعني قوله: "فهي خاوية"- لا محل لها لأنها معطوفة على "أهلكناها"، وهذا الفعل ليس له محل تفريعا [648/أ] على القول بالاشتغال. وإلا فإذا قلنا: إنه خبر لـ "كأين" كان له محل ضرورة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أبو عمرو "أهلكتها". والباقون "أهلكناها" وهما واضحتان.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "وبئر معطلة" عطف على "قرية"، وكذلك و "قصر" أي: وكأين من بئر وقصر أهلكناها أيضا، هذا هو الوجه. وفيه وجه ثان: أن تكون معطوفة وما بعدها على "عروشها" أي: خاوية على بئر وقصر أيضا. وليس بشيء.

                                                                                                                                                                                                                                      والبئر: من بأرت الأرض أي حفرتها. ومنه "التأبير" وهو شق. . . . . . الطلع. والبئر فعل بمعنى مفعول كالذبح بمعنى المذبوح وهي مؤنثة، وقد تذكر على معنى القليب. وقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      3395 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وبئري ذو حفرت وذو طويت



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 288 ] يحتمل التذكير والتأنيث. والمعطلة: المهملة، والتعطيل: الإهمال. وقرئ "معطلة" بالتخفيف يقال: أعطلت البئر وعطلتها فعطلت بفتح الطاء، وأما عطلت المرأة من الحلي فبكسر الطاء. والمشيد: قد تقدم أنه المرتفع أو المجصص. وإنما بني هنا من شاده، وفي النساء من شيده; لأنه هناك بعد جمع فناسب التكثير، وهنا بعد مفرد فناسب التخفيف، ولأنه رأس آية وفاصلة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية