الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (63) قوله : وعباد الرحمن : رفع بالابتداء. وفي خبره وجهان، أحدهما: الجملة الأخيرة في آخر السورة: "أولئك يجزون" وبه بدأ الزمخشري. "والذين يمشون" وما بعده صفات للمبتدأ. والثاني: أن الخبر "يمشون". العامة على "عباد". واليماني "عباد" بضم العين، وشد الباء جمع عابد. والحسن "عبد" بضمتين.

                                                                                                                                                                                                                                      والعامة "يمشون" بالتخفيف مبنيا للفاعل. واليماني والسلمي بالتشديد مبنيا للمفعول.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "هونا": إما نعت مصدر أي: مشيا هونا، وإما حال أي: هينين. والهون: اللين والرفق.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "سلاما": يجوز أن ينتصب على المصدر بفعل مقدر أي: نسلم سلاما، أو نسلم تسليما منكم لا نجاهلكم، فأقيم السلام مقام التسليم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 498 ] ويجوز أن ينتصب على المفعول به أي: قالوا هذا اللفظ. قال الزمخشري: أي قالوا سدادا من القول يسلمون فيه من الأذى. والمراد سلامهم من السفه كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      3495 - ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا



                                                                                                                                                                                                                                      ورجح سيبويه أن المراد بالسلام السلامة لا التسليم; لأن المؤمنين لم يؤمروا قط بالتسليم على الكفرة، وإنما أمروا بالمسالمة، ثم نسخ ذلك، ولم يذكر سيبويه في كتابه نسخا إلا في هذه الآية.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية