الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (17) قوله : ويوم يحشرهم : قرأ ابن عامر "نحشرهم" "فنقول" بالنون فيهما. وابن كثير وحفص بالياء من تحت فيهما. والباقون بالنون في الأول، وبالياء في الثاني. وهن واضحات. وقرأ الأعرج "نحشرهم" بكسر الشين في جميع القرآن. قال ابن عطية: "هي قليلة في الاستعمال قوية في القياس; لأن يفعل بكسر العين في المتعدي أقيس من يفعل بضم العين". وقال أبو الفضل الرازي: "وهو القياس في الأفعال الثلاثية المتعدية; لأن يفعل بضم العين قد يكون من اللازم الذي هو فعل بضمها في الماضي". قال الشيخ: "وليس كما ذكرا، بل فعل المتعدي الصحيح جميع حروفه، إذا لم يكن للمغالبة ولا حلقي عين ولا لام فإنه جاء على يفعل ويفعل [ ص: 464 ] كثيرا. فإن شهر أحد الاستعمالين اتبع، وإلا فالخيار. حتى إن بعض أصحابنا خير فيهما: سمعا للكلمة أو لم يسمعا". قلت: الذي خير في ذلك هو ابن عصفور فيجيز أن تقول: "زيد يفعل" بكسر العين، و "يضرب" [بضم] الراء مع سماع الضم في الأول والكسر في الثاني. وسبقه إلى ذلك ابن درستويه، إلا أن النحاة على خلافه.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "وما يعبدون" عطف على مفعول " نحشرهم " ويضعف نصبه على المعية. وغلب غير العاقل فأتى بـ "ما" دون "من".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "هؤلاء" يجوز أن يكون نعتا لعبادي، أو بدلا، أو بيانا.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "ضلوا السبيل" على حذف الجر وهو "عن"، كما صرح به في قوله "يضل عن سبيله" ثم اتسع فيه فحذف نحو: "هدى"، فإنه يتعدى بـ "إلى"، وقد يحذف اتساعا. و "ضل" مطاوع أضل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية