الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (60) قوله : لما تأمرنا : قرأ الأخوان "يأمرنا" بياء الغيبة يعني محمدا صلى الله عليه وسلم. والباقون بالخطاب يعني: لما تأمرنا أنت يا محمد. و "ما" يجوز أن تكون بمعنى الذي. والعائد محذوف; لأنه متصل; لأن "أمر" يتعدى إلى الثاني بإسقاط الحرف. ولا حاجة إلى التدريج الذي ذكره أبو البقاء: وهو أن الأصل: لما تأمرنا بالسجود له، ثم بسجوده، ثم تأمرناه، ثم تأمرنا. كذا قدره، ثم قال: هذا على مذهب أبي الحسن، وأما على مذهب سيبويه فحذف ذلك من غير تدريج". قلت: وهذا ليس مذهب سيبويه. ويجوز أن تكون موصوفة، والكلام في عائدها موصوفة كهي موصولة. ويجوز أن تكون مصدرية، وتكون اللام للعلة أي: أنسجد من أجل أمرك، وعلى هذا يكون المسجود له محذوفا. أي: أنسجد للرحمن لما تأمرنا. وعلى [ ص: 495 ] هذا لا تكون" ما "واقعة على العالم. وفي الوجهين الأولين يحتمل ذلك، وهو المتبادر للفهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية