الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (19) قوله : ضاحكا : قيل: هي حال مؤكدة; لأنها مفهومة من تبسم. وقيل: بل هي حال مقدرة فإن التبسم ابتداء الضحك. وقيل: لما كان التبسم قد يكون للغضب، ومنه: تبسم تبسم الغضبان، أتى بضاحكا مبينا له. قال عنترة:


                                                                                                                                                                                                                                      3550 - لما رآني قد قصدت أريده أبدى نواجذه لغير تبسم



                                                                                                                                                                                                                                      وتبسم تفعل، بمعنى بسم المجرد. قال:


                                                                                                                                                                                                                                      3551 - وتبسم عن ألمى كأن منورا     تخلل حر الرمل دعص له ندي



                                                                                                                                                                                                                                      وقال بعض المولدين:


                                                                                                                                                                                                                                      3552 - كأنما تبسم عن لؤلؤ     منضد أو برد أو أقاح



                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ ابن السميفع "ضحكا" مقصورا. وفيه ثلاثة أوجه، أحدها: أنه مصدر مؤكد لمعنى تبسم لأنه بمعناه. والثاني: أنه في موضع الحال فهو في [ ص: 591 ] المعنى كالذي قبله. الثالث: أنه اسم فاعل كفرح; وذلك لأن فعله على فعل بكسر العين وهو لازم فهو كفرح وبطر.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "أن أشكر" مفعول ثان لأوزعني لأن معناه ألهمني. وقيل: معناه اجعلني أزع شكر نعمتك أي: أكفه وأمنعه حتى لا ينفلت مني، فلا أزال شاكرا. وتفسير الزجاج له بـ "امنعني أن أكفر نعمتك" من باب تفسير المعنى باللازم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية