الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 172 ] آ. (57) قوله : وتالله : قرأ العامة بالتاء مثناة من فوق. وقرأ معاذ بن جبل وأحمد بن حنبل بالباء موحدة. قال الزمخشري: "فإن قلت: ما الفرق بين الباء والتاء؟ قلت: الباء هي الأصل، والتاء بدل من الواو المبدل منها، وإن التاء فيها زيادة معنى، وهو التعجب، كأنه تعجب من تسهيل الكيد على يده وتأتيه". أما قوله: "إن الباء هي الأصل" فيدل على ذلك تصرفها في الباب، بخلاف الواو والتاء، وإن كان السهيلي قد رد كون الواو بدلا منها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الشيخ: "النظر يقتضي أن كلا منها أصل. وأما قوله "التعجب" فنصوص النحويين أنه يجوز فيها التعجب وعدمه، وإنما يلزم ذلك مع اللام كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      3352 - لله يبقى على الأيام ذو حيد بمشمخر به الظيان والآوس



                                                                                                                                                                                                                                      و "بعد" منصوب بـ "لأكيدن". و "مدبرين" حال مؤكدة، لأن "تولوا" [ ص: 173 ] تفهم معناها. وقرأ العامة "تولوا" بضم التاء واللام مضارع "ولى" مشددا. وقرأ عيسى بن عمر "تولوا" بفتحهما مضارع "تولى" والأصل "تتولوا" فحذف إحدى التاءين: إما الأولى على رأي هشام، وإما الثانية على رأي البصريين. وينصرها قراءة الجميع "فتولوا عنه مدبرين" ولم يقرأ أحد "فولوا" وهي قياس قراءة الناس هنا. وعلى كلتا القراءتين فلام الكلمة محذوف وهو الياء لأنه من ولي.

                                                                                                                                                                                                                                      ومتعلق هذا الفعل محذوف تقديره: تولوا إلى عيدكم، ونحوه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية