الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (67) قوله : هم ناسكوه : هذه الجملة صفة لـ منسكا. وقد تقدم أنه يقرأ بالفتح والكسر. وتقدم الخلاف فيه: هل هو مصدر أو مكان؟ وقال ابن عطية: "ناسكوه يعطي أن المنسك المصدر، ولو كان مكانا لقال: ناسكون فيه" يعني أن الفعل لا يتعدى إلى ضمير الظرف إلا بواسطة "في". وما قاله غير لازم; لأنه قد يتسع في الظرف فيجري مجرى المفعول به، فيصل الفعل إلى ضميره بنفسه، وكذا ما عمل عمل الفعل. ومن الاتساع في ظرف الزمان قوله:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 304 ]

                                                                                                                                                                                                                                      3398 - ويوم شهدناه سليمى وعامرا قليل سوى الطعن النهال نوافله



                                                                                                                                                                                                                                      ومن الاتساع في ظرف المكان قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      3399 - ومشرب أشربه وشيل     لا أجن الطعم ولا وبيل



                                                                                                                                                                                                                                      يريد: أشرب فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "فلا ينازعنك" وقرئ بالنون الخفيفة. وقرأ أبو مجلز: "فلا ينزعنك" من نزعته من كذا أي: قلعته منه. وقال الزجاج : "هو من نازعته فنزعته أنزعه أي: غلبته في المنازعة". ومجيء هذه الآية كقوله تعالى: "فلا يصدنك عنها" وقولهم: لا أرينك ههنا. وهنا جاء قوله "لكل أمة" من غير واو عطف، بخلاف ما تقدم من نظيرتها فإنها بواو عطف. قال الزمخشري: "لأن "تلك" وقعت مع ما يدانيها ويناسبها من الآي الواردة في أمر النسائك، فعطفت على أخواتها، وأما هذه فواقعة مع أباعد من معناها فلم تجد معطفا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية