الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (5) قوله: الأخسرون : في أفعل قولان، أحدهما: - وهو الظاهر- أنها على بابها من التفضيل، وذلك بالنسبة إلى الكفار من حيث اختلاف الزمان والمكان. يعني: أنهم أكثر خسرانا في الآخرة منهم في الدنيا، أي: إن خسرانهم في الآخرة أكثر من خسرانهم في الدنيا. وقال جماعة منهم الكرماني: "هي هنا للمبالغة لا للشركة; لأن المؤمن لا خسران له في الآخرة البتة". وقد تقدم جواب ذلك: وهو أن الخسران راجع إلى شيء واحد. باعتبار اختلاف زمانه ومكانه.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 572 ] وقال ابن عطية: "الأخسرون جمع "أخسر" لأن أفعل صفة لا يجمع، إلا أن يضاف فتقوى رتبته في الأسماء، وفي هذا نظر". قال الشيخ: "ولا نظر في أنه يجمع جمع سلامة أو جمع تكسير إذا كان بأل، بل لا يجوز فيه إلا ذلك، إذا كان قبله ما يطابقه في الجمعية. فتقول: "الزيدون هم الأفضلون والأفاضل" و "الهندات هن الفضليات"، والفضل. وأما قوله: "لا يجمع إلا أن يضاف" فلا يتعين إذ ذاك جمعه، بل إذا أضيف إلى نكرة لا يجوز جمعه، وإن أضيف إلى معرفة جاز فيه الجمع والإفراد".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية