والوجه الثاني من وجهي "من": أن تكون مبتدأ، و "لا يستكبرون" خبره، وهذه جملة معطوفة على جملة قبلها. وهل الجملة من قوله "وله من في السماوات" استئنافية أو معادلة لجملة قوله: "ولكم الويل" أي: لكم الويل، ولله تعالى جميع العالم علويه وسفليه؟ والأول أظهر.
ولا يستحسرون أي: لا يكلون ولا يتعبون. يقال: استحسر البعير أي كل وتعب. قال: علقمة بن عبدة:
3333 - بها جيف الحسرى فأما عظامها فبيض وأما جلدها فصليب
[ ص: 141 ] ويقال: حسر البعير، وحسرته أنا، فيكون لازما ومتعديا. وأحسرته أيضا. فيكون فعل وأفعل بمعنى في أحد وجهي فعل. قال الزمخشري: "الاستحسار مبالغة في الحسور. فكان الأبلغ في وصفهم أن ينفي عنهم أدنى الحسور. قلت: في الاستحسار بيان أن ما هم فيه يوجب غاية الحسور وأقصاه، وأنهم أحقاء لتلك العبادات الباهظة بأن يستحسروا فيما يفعلون" وهو سؤال حسن وجواب مطابق.


