3334 - لو كان غيري سليمى اليوم غيره وقع الحوادث إلا الصارم الذكر
فـ "إلا الصارم" صفة لغيري لأنه في معنى الجمع. ومنها أن لا يحذف موصوفها عكس "غير". وقد أتقنا هذا كله في "إيضاح السبيل إلى شرح التسهيل" فعليك به. وأنشد على ذلك قول الشاعر: سيبويه
3335 - وكل أخ مفارقه أخوه لعمر أبيك إلا الفرقدان
أي: وكل أخ غير الفرقدين مفارقه أخوه. وقد وقع الوصف بـ إلا كما وقع الاستثناء بـ "غير"، والأصل في "إلا" الاستثناء وفي "غير" الصفة. ومن ملح كلام : "واعلم أن "إلا" وغير يتقارضان". أبي القاسم الزمخشري
ولا يجوز أن ترتفع الجلالة على البدل من "آلهة" لفساد المعنى. قال [ ص: 143 ] "فإن قلت: ما منعك من الرفع على البدل؟ قلت: لأن "لو" بمنزلة "إن" في أن الكلام معها موجب، والبدل لا يسوغ إلا في الكلام غير الموجب كقوله تعالى: الزمخشري: "ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك" وذلك لأن أعم العام يصح نفيه ولا يصح إيجابه". فجعل المانع صناعيا مستندا إلى ما ذكر من عدم صحة إيجاب أعم العام.
وأحسن من هذا ما ذكره من جهة المعنى فقال: "ولا يجوز أن يكون بدلا، لأن المعنى يصير إلى قولك: لو كان فيهما الله لفسدتا، ألا ترى أنك لو قلت: "ما جاءني قومك إلا زيد" على البدل لكان المعنى: جاءني زيد وحده. ثم ذكر الوجه الذي رد به أبو البقاء فقال: "وقيل: يمتنع البدل لأن قبلها إيجابا" . ومنع الزمخشري النصب على الاستثناء لوجهين، أحدهما: أنه فاسد في المعنى، وذلك أنك إذا قلت: "لو جاءني القوم إلا زيدا لقتلتهم" كان معناه: أن القتل امتنع لكون زيد مع القوم. فلو نصبت في الآية لكان المعنى: إن فساد السماوات والأرض امتنع لوجود الله تعالى مع الآلهة. وفي ذلك إثبات إله مع الله. وإذا رفعت على الوصف لا يلزم مثل ذلك; لأن المعنى: لو كان فيهما غير الله لفسدتا. والوجه الثاني: أن آلهة هنا نكرة، والجمع إذا كان نكرة لم يستثن منه عند جماعة من المحققين; إذ لا عموم له بحيث يدخل فيه المستثنى لولا الاستثناء". أبو البقاء
وهذا الوجه الذي منعاه - أعني الزمخشري قد أجازه [ ص: 144 ] وأبا البقاء- وغيره: أما أبو العباس المبرد فإنه قال: "جاز البدل لأن ما بعد "لو" غير موجب في المعنى. والبدل في غير الواجب أحسن من الوصف. وفي هذا نظر من جهة ما ذكره المبرد من فساد المعنى. أبو البقاء
وقال ابن الضائع تابعا لا يصح المعنى عندي إلا أن تكون "إلا" في معنى "غير" التي يراد بها البدل أي: لو كان فيهما آلهة عوض واحد أي بدل الواحد الذي هو الله لفسدتا. وهذا المعنى أراد للمبرد: في المسألة التي جاء بها توطئة. سيبويه
وقال الشلوبين في مسألة "لو كان معنا رجل إلا زيد لغلبنا": إن المعنى: لو كان معنا رجل مكان زيد لغلبنا، فـ "إلا" بمعنى "غير" التي بمعنى مكان. وهذا أيضا جنوح من سيبويه إلى البدل. وما ذكره أبي علي ابن الضائع من المعنى المتقدم مسوغ للبدل. وهو جواب عما أفسد به وجه البدل، إذ معناه واضح، ولكنه قريب من تفسير المعنى لا من تفسير الإعراب. أبو البقاء