قوله: "فجاجا سبلا" في "فجاجا" وجهان، أحدهما: أنه مفعول به و "سبلا" بدل منه. والثاني: أنه منصوب على الحال من "سبلا" لأنه في الأصل صفة له فلما قدم انتصب حالا كقوله:
3338 - لمية موحشا طلل يلوح كأنه خلل
ويدل على ذلك مجيئه صفة في الآية الأخرى، وهي قوله تعالى: "لتسلكوا منها سبلا فجاجا". قال "فإن قلت: في الفجاج معنى الوصف، فما لها قدمت على السبل ولم تؤخر، كقوله تعالى: الزمخشري: "لتسلكوا [ ص: 151 ] منها سبلا فجاجا"؟ قلت: لم تقدم وهي صفة ولكن جعلت حالا كقوله:
3339 - لعزة موحشا طلل قديم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فإن قلت: ما الفرق بينهما من جهة المعنى؟ قلت: أحدهما إعلام بأنه جعل فيها طرقا واسعة. والثاني: أنه حين خلقها خلقها على تلك الصفة، فهو بيان لما أبهم ثمة".
قال الشيخ: "يعني بالإبهام أن الوصف لا يلزم أن يكون الموصوف متصفا به حالة الإخبار عنه، وإن كان الأكثر قيامه به حالة الإخبار عنه. ألا ترى أنه يقال: مررت بوحشي القاتل وحالة المرور لم يكن قائما به قتل حمزة، حمزة".
والفج: الطريق الواسع. والجمع: الفجاج.
والضمير في "فيها" يجوز أن يعود على الأرض، وهو الظاهر كقوله: "والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا" وأن يعود على الرواسي، يعني أنه جعل في الجبال طرقا واسعة.
[ ص: 152 ]