3355 - البس لكل حالة لبوسها إما نعيمها وإما بوسها
وقرئ "لبوس" بضمها، وحينئذ: إما أن يكون جمع لبس المصدر الواقع موقع المفعول، وإما أن لا يكون واقعا موقعه، والأول أقرب. و "لكم" يجوز أن يتعلق بعلمناه، وأن يتعلق بصنعة. قاله وفيه بعد، وأن يتعلق بمحذوف على أنه صفة للبوس. أبو البقاء.
قوله: "لتحصنكم" هذه لام كي. وفي متعلقها أوجه، أحدها: أن يتعلق بعلمناه. وهذا ظاهر على القولين الأخيرين. وأما على القول الثالث فيشكل. وذلك أنه يلزم تعلق حرفي جر متحدين لفظا ومعنى. ويجاب عنه: بأن يجعل بدلا من "لكم" بإعادة العامل، كقوله تعالى: "لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم" وهو بدل اشتمال وذلك أن "أن" الناصبة للفعل المقدر مؤولة هي [ ص: 187 ] ومنصوبها بمصدر. وذلك المصدر بدل من ضمير الخطاب في "لكم" بدل اشتمال، والتقدير: وعلمناه صنعة لبوس لتحصينكم.
الثاني: أن يتعلق بـ "صنعة" على معنى أنه بدل من "لكم" كما تقدم تقريره، وذلك على رأي فإنه علق " لكم " بـ أبي البقاء "صنعة". والثالث: أن يتعلق بالاستقرار الذي تعلق به "لكم" إذا جعلناه صفة لما قبله.
وقرأ الحرميان والأخوان "ليحصنكم" بالياء من تحت. والفاعل الله تعالى - وفيه التفات على هذا الوجه إذ تقدمه ضمير المتكلم في قوله "وعلمناه"- أو وأبو عمرو داود أو التعليم أو اللبوس. وقرأ حفص بالتاء من فوق. والفاعل الصنعة أو الدرع وهي مؤنثة، أو اللبوس; لأنها يراد بها ما يلبس، وهو الدرع، والدرع مؤنثة كما تقدم. وقرأ وابن عامر "لنحصنكم" بالنون جريا على "علمناه" وعلى هذه القراءات الثلاث: الحاء ساكنة والصاد مخففة. أبو بكر
وقرأ "لتحصنكم" وكذا الأعمش الفقيمي عن بفتح الحاء وتشديد الصاد على التكثير. إلا أن أبي عمرو بالتاء من فوق، الأعمش بالياء من تحت. وقد تقدم ما هو الفاعل. وأبو عمرو