[638/ب]
3367 - آذنتنا ببينها أسماء . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قلت: وقد تقدم تحقيق هذا في البقرة.
قوله: "على سواء" في محل نصب على الحال من الفاعل والمفعول معا، أي: مستوين في العلم بما أعلمتكم به لم يطوه عن أحد منهم.
قوله: "وإن أدري" العامة على إرسال الياء ساكنة، إذ لا موجب لغير ذلك. وروي عن أنه قرأ: "وإن أدري أقريب"، "وإن أدري لعله فتنة" بفتح الياءين. وخرجت على التشبيه بياء الإضافة. على أن ابن عباس أنكر هذه القراءة البتة. وقال ابن مجاهد "هو غلط، لأن "إن" نافية لا عمل لها". ونقل ابن جني: عن غيره أنه قال في تخريجها: "إنه ألقى [ ص: 217 ] حركة الهمزة على الياء فتحركت وبقيت الهمزة ساكنة، فأبدلت ألفا لانفتاح ما قبلها، ثم أبدلت همزة متحركة; لأنها في حكم المبتدأ بها، والابتداء بالساكن محال. وهذا تخريج متكلف لا حاجة إليه. ونسبة راويها عن أبو البقاء إلى الغلط أولى من هذا التكلف، فإنها قراءة شاذة منكرة. وهذا التخريج وإن نفع في الأولى فلا يجدي في الثانية شيئا. وسيأتي لك قريب من ادعاء قلب الهمزة ألفا ثم قلب الألف همزة في قوله: ابن عباس "منسأته" إن شاء الله تعالى، وبذلك يسهل الخطب في التخريج المذكور.
والجملة الاستفهامية في محل نصب بـ "أدري" لأنها معلقة لها عن العمل، وأخر المستفهم عنه لكونه فاصلة. ولو وسطه لكان التركيب: أقريب ما توعدون أم بعيد، ولكنه أخر مراعاة لرؤوس الآي.
و "ما توعدون" يجوز أن يكون مبتدأ، وما قبله خبر عنه ومعطوف عليه. وجوز فيه أن يرتفع فاعلا بـ "قريب". قال: "لأنه اعتمد على الهمزة". قال: "ويخرج على قول البصريين أن يرتفع بـ "بعيد" لأنه أقرب إليه". قلت: يعني أنه يجوز أن تكون المسألة من التنازع فإن كلا من الوصفين يصح تسلطه على "ما توعدون" من حيث المعنى. أبو البقاء