3400 - ويوم شهدناه سليمى وعامرا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
يعني بالظرف الجار والمجرور، كأنه كان الأصل: حق جهاد فيه، فحذف حرف الجر وأضيف المصدر للضمير، وهو من باب "هو حق عالم وجد عالم" أي: عالم حقا وعالم جدا.
قوله: "ملة أبيكم" فيه أوجه أحدها: أنها منصوبة بـ "اتبعوا" مضمرا قاله الحوفي، وتبعه أبو البقاء. الثاني: أنها على الاختصاص أي: أعني بالدين [ ص: 310 ] ملة أبيكم. الثالث: أنها منصوبة بما تقدمها، كأنه قال: وسع دينكم توسعة ملة أبيكم، ثم حذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه. قاله الزمخشري. الرابع: أنه منصوب بـ "جعلها" مقدرا، قاله ابن عطية. الخامس: أنها منصوبة على حذف كاف الجر أي كملة إبراهيم، قاله الفراء. وقال أبو البقاء قريبا منه. فإنه قال: "وقيل: تقديره: مثل ملة; لأن المعنى: سهل عليكم الدين مثل ملة أبيكم، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه". وأظهر هذه الثالث. و "إبراهيم" بدل أو بيان، أو منصوب بأعني.
قوله: "هو سماكم" في هذا الضمير قولان، أحدهما: أنه عائد على " إبراهيم " فإنه أقرب مذكور. إلا أن ابن عطية قال: "وفي هذه اللفظة - يعني قوله "وفي هذا"- ضعف قول من قال: الضمير لإبراهيم. ولا يتوجه إلا بتقدير محذوف من الكلام مستأنف" انتهى. ومعنى "ضعف قول من قال بذلك" أن قوله "وفي هذا" عطف على "من قبل"، و "هذا" إشارة إلى القرآن فيلزم أن "إبراهيم" سماهم المسلمين في القرآن. وهو غير واضح; لأن القرآن المشار إليه إنما نزل بعد إبراهيم بمدد طوال; فلذلك ضعف قوله. وقوله: "إلا بتقدير محذوف" الذي ينبغي أن يقدر: وسميتم في هذا القرآن المسلمين. وقال أبو البقاء: "قيل الضمير لإبراهيم، فعلى هذا الوجه يكون قوله "وفي [ ص: 311 ] هذا" أي: وفي هذا القرآن سبب تسميتهم". والثاني: أنه عائد على الله تعالى ويدل له قراءة أبي: "الله سماكم" بصريح الجلالة أي: سماكم في الكتب السالفة وفي هذا القرآن الكريم أيضا.
قوله: "ليكون الرسول" متعلق بسماكم.
وقوله: "فنعم المولى" أي: الله. وحسن حذف المخصوص وقوع الثاني رأس آية وفاصلة.
[ تم بعونه تعالى سورة الحج]


