3402 - المطعمون الطعام في السنة الـ أزمة والفاعلون للزكوات
ويجوز أن يراد بالزكاة العين، ويقدر مضاف محذوف وهو الأداء، وحمل البيت على هذا أصح لأنها فيه مجموعة". قلت: إنما أحوج إلى هذا أن بعضهم زعم أنه يتعين أن تكون الزكاة هنا المصدر; لأنه لو أراد العين لقال مؤدون، ولم يقل فاعلون، فقال أبا القاسم لم يمتنع ذلك لعدم صحة تناول فاعل لها، بل لأن الخلق ليسوا بفاعليها، وإنما جعل الزكوات في بيت أمية أعيانا لجمعها; لأن المصدر لا يجمع. الزمخشري:
وناقشه الشيخ فقال: "يجوز أن يكون مصدرا وإنما جمع لاختلاف أنواعه".
[ ص: 317 ] قوله: "إلا على أزواجهم" فيه أوجه، أحدها: أنه متعلق بـ "حافظون" على التضمين. يعني ممسكين أو قاصرين. وكلاهما يتعدى بـ على. قال تعالى: "أمسك عليك زوجك" الثاني: أن "على" بمعنى "من" أي: إلا من أزواجهم. فـ "على" بمعنى "من"، كما جاءت "من" بمعنى "على" في قوله "ونصرناه من القوم"، وإليه ذهب الثالث: أن يكون في موضع نصب على الحال. قال الفراء. أي إلا والين على أزواجهم أو [652/ب] قوامين عليهن. من قولك: كان فلان على فلانة فمات عنها، فخلف عليها فلان. ونظيره: كان الزمخشري: زياد على البصرة أي: واليا عليها. ومنه قولهم: "ثلاثة تحت فلان، ومن ثم سميت المرأة فراشا". الرابع: أنه متعلق بمحذوف يدل عليه "غير ملومين". قال "كأنه قيل: يلامون إلا على أزواجهم أي: يلامون على كل مباشر إلا على ما أطلق لهم فإنهم غير ملومين عليه". قلت: وإنما لم يجعله متعلقا بـ "ملومين" لوجهين. أحدهما: أن ما بعد "إن" لا يعمل فيما قبلها. والثاني: أن المضاف إليه لا يعمل فيما قبل المضاف، ولفساد المعنى أيضا. الزمخشري:
الخامس: أن يجعل صلة لحافظين. قال "من قولك: احفظ علي عنان فرسي"، على تضمينه معنى النفي كما ضمن قولهم: "نشدتك [ ص: 318 ] بالله إلا فعلت" معنى: ما طلبت منك إلا فعلك. يعني: أن صورته إثبات ومعناه نفي. الزمخشري:
قال الشيخ بعدما ذكرته عن "وهذه وجوه متكلفة ظاهر فيها العجمة" قلت: وأي عجمة في ذلك؟ على أن الشيخ جعلها متعلقة بـ الزمخشري: "حافظون" على ما ذكره من التضمين. وهذا لا يصح له إلا بأن يرتكب وجها منها: وهو التأويل بالنفي كـ "نشدتك الله" لأنه استثناء مفرغ، ولا يكون إلا بعد نفي أو ما في معناه.
السادس: قال "في موضع نصب بـ حافظون" على المعنى; لأن المعنى: صانوها عن كل فرج إلا عن فروج أزواجهم". قلت: وفيه شيئان، أحدهما: تضمين "حافظون" معنى صانوا، وتضمين "على" معنى "عن". أبو البقاء:
قوله: "أو ما ملكت" "ما" بمعنى اللاتي. وفي وقوعها على العقلاء وجهان، أحدهما: أنها واقعة على الأنواع كقوله: "فانكحوا ما طاب" أي: أنواع. والثاني: قال "أريد من جنس العقلاء ما يجري مجرى غير العقلاء وهم الإناث". قال الشيخ: "وقوله: "وهم" ليس بجيد; لأن لفظ "هم" مختص بالذكور، فكان ينبغي أن يقول: "وهو" على لفظ "ما". أو "وهن" [ ص: 319 ] على معنى "ما" قلت: والجواب عنه: أن الضمير عائد على العقلاء، فقوله "وهم" أي: والعقلاء الإناث. الزمخشري: