3403 - فجاءت به عضب الأديم غضنفرا سلالة فرج كان غير حصين
وقال أمية بن أبي الصلت:
3404 - خلق البرية من سلالة منتن وإلى السلالة كلها سنعود
[ ص: 321 ] [653/أ] وقال "السلالة: الخلاصة لأنها تسل من بين الكدر". وهذه الجملة جواب قسم محذوف. أي: والله لقد خلقنا. وعطفت على الجملة قبلها لما بينهما من المناسبة; وهو أنه تعالى لما ذكر أن المتصفين بتلك الأوصاف يرثون الفردوس، فتضمن ذكر المعاد الأخروي، ذكر النشأة الأولى ليستدل بها على المعاد، فإن الابتداء في العادة أصعب من الإعادة كقوله: الزمخشري: "وهو أهون عليه". وهذا أحسن من قول "هذا ابتداء كلام، والواو في أوله عاطفة جملة كلام على جملة كلام، وإن تباينتا في المعنى" لأني قدمت لك وجه المناسبة. ابن عطية:
قوله: "من طين" في "من" وجهان، أحدهما: أنها لابتداء الغاية. والثاني: أنها لبيان الجنس. قال "فإن قلت: ما الفرق بين "من" و "من"؟ قلت الأولى للابتداء، والثانية للبيان كقوله: الزمخشري: "من الأوثان". قال الشيخ: "ولا تكون للبيان; إلا إذا قلنا: إن السلالة هي الطين. أما إذا قلنا: إنه من أنسل من الطين فـ "من" لابتداء الغاية".
وفيما تتعلق به "من" هذه أوجه، أحدها: أنها تتعلق بمحذوف إذ هي صفة لـ "سلالة". الثاني: أنها تتعلق بنفس "سلالة"; لأنها بمعنى مسلولة. الثالث: أنها تتعلق بـ "خلقنا" لأنها بدل من الأولى، إذا قلنا: إن السلالة هي نفس الطين.