آ. (40) قوله : عما قليل : في "ما" هذه وجهان، أحدهما: أنها مزيدة بين الجار ومجروره للتوكيد كما زيدت في الباء نحو: "فبما رحمة". وفي "من" نحو "مما خطيئاتهم". و "قليل": صفة لزمن محذوف أي عن زمن قليل.
والثاني: أنها غير زائدة بل هي نكرة بمعنى شيء أو زمن. و "قليل" صفتها أو بدل منها. وهذا الجار فيه ثلاثة أوجه. أحدها: أنه متعلق بقوله: [ ص: 343 ] "ليصبحن" أي ليصبحن عن زمن قليل نادمين. والثاني: أنه متعلق بـ "نادمين". وهذا على أحد الأقوال في لام القسم، وذلك أن فيها ثلاثة أقوال: جواز تقديم معمول ما بعدها عليها مطلقا. وهو قول الفراء والثاني: المنع مطلقا وهو قول جمهور البصريين. والثالث: التفصيل بين الظرف وعديله، وبين غيرهما، فيجوز فيهما الاتساع، ويمتنع في غيرهما، فلا يجوز في: "والله لأضربن زيدا": "زيدا لأضربن" لأنه غير ظرف ولا عديله. وأبي عبيدة.
والثالث من الأوجه المتقدمة: أنه متعلق بمحذوف تقديره: عما قليل ننصر حذف لدلالة ما قبله عليه. وهو قوله "رب انصرني".
وقرئ "لتصبحن" بتاء الخطاب على الالتفات، أو على أن القول صدر من الرسول لقومه بذلك.