آ. (112) قوله : قال: كم لبثتم : قرأ الأخوان "قل: كم لبثتم". "قل إن لبثتم" بالأمر في الموضعين، كالأخوين في الأول فقط، والباقون "قال" في الموضعين، على الإخبار عن الله أو الملك. والفعلان مرسومان بغير ألف في مصاحف وابن كثير الكوفة، وبألف في مصاحف مكة [ ص: 373 ] والمدينة والشام والبصرة، فحمزة وافقا مصاحف والكسائي الكوفة وخالفها أو وافقها على تقدير حذف الألف من الرسم وإرادتها. عاصم، وافق في الثاني مصاحف وابن كثير مكة، وفي الأول غيرها، أو أتاها على تقدير حذف الألف وإرادتها. وأما الباقون فوافقوا مصاحفهم في الأول والثاني.
و "كم" في موضع نصب على ظرف الزمان أي: كم سنة. و "عدد" بدل من "كم" قاله وقال غيره: إن أبو البقاء: "عدد سنين" تمييز لـ "كم" وهذا هو الصحيح.
وقرأ الأعمش والمفضل عن "عددا" منونا. وفيه أوجه، أحدها: أن يكون "عددا" مصدرا أقيم مقام الاسم، فهو نعت تقدم على المنعوت. قاله صاحب "اللوامح". يعني أن الأصل: "سنين عددا" أي: معدودة، لكنه يلتزم تقديم النعت على المنعوت، فصوابه أن يقول: فانتصب حالا. هذا مذهب البصريين. والثاني: أن "لبثتم" بمعنى عددتم. فيكون نصب "عددا" على المصدر و "سنين" بدل منه. وقال صاحب "اللوامح" أيضا: "وفيه بعد; لعدم دلالة اللبث على العدد". والثالث: أن "عددا" تمييز لـ "كم" و "سنين" بدل منه. عاصم