3446 - فإنك شمس والملوك كواكب إذا ظهرت لم يبد منهن كوكب
وقال:
3447 - قمر القبائل خالد بن يزيد . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ويجوز أن يكون المصدر واقعا موقع اسم الفاعل أي: منور السماوات. ويؤيد هذا الوجه قراءة أمير المؤمنين وزيد بن علي وأبي جعفر وعبد العزيز المكي "نور" فعلا ماضيا. وفاعله ضمير الباري تعالى، و "السماوات" مفعوله فكسره نصب. و "الأرض" بالنصب نسق عليه. وفسره فقال: الله منور السموات. الحسن
قوله: "مثل نوره كمشكاة" مبتدأ وخبر أيضا. وهذه الجملة إيضاح لما قبلها وتفسير فلا محل لها. وثم مضاف محذوف أي: كمثل نور مشكاة. قال [ ص: 404 ] "أي: صفة نوره العجيب الشأن في الإضاءة كمشكاة أي: كصفة مشكاة". الزمخشري:
واختلفوا في الضمير في "نوره" فقيل: هو لله تعالى، وهو الأولى ، والمراد بالنور على هذا: الآيات المبينات المتقدمة، أو الإيمان، وقيل: إنه عائد على المؤمنين أو المؤمن أو من آمن به. وقد قرأ بهذه الألفاظ كلها. وأعاد الضمير على ما قرأ به. وقيل: يعود على أبي محمد صلى الله عليه وسلم ولم يتقدم لهذه الأشياء ذكر. وأما عوده على المؤمنين في قراءة ففيه إشكال من حيث الإفراد. [665/أ] قال أبي، "يوقف على "الأرض" في هذه الأقوال الثلاثة". مكي:
واختلفوا أيضا في هذا التشبيه: أهو تشبيه مركب أي: قصد فيه تشبيه جملة بجملة، من غير نظر إلى مقابلة جزء بجزء، بل قصد تشبيه هداه وإتقان صنعته في كل مخلوق على الجملة بهذه الجملة من النور الذي يتخذونه. وهو أبلغ صفات النور عندكم؟ أو تشبيه غير مركب أي: قصد مقابلة جزء بجزء؟ ويترتب الكلام فيه بحسب الأقوال في الضمير في "نوره".
والمشكاة: الكوة غير النافذة. وهل هي عربية أم حبشية معربة؟ خلاف. وقيل: هي الحديدة أو الرصاصة التي يوضع فيه الذبال وهو الفتيل، وتكون في جوف الزجاجة، وقيل: هي العمود الذي يوضع على رأسه [ ص: 405 ] المصباح، وقيل: ما يعلق فيه القنديل من الحديد، وأمال "المشكاة" الدوري عن لتقدم الكسر، وإن وجد فاصل. ورسمت بالواو كالزكاة والصلاة. الكسائي
والمصباح: السراج الضخم. والزجاجة: واحدة الزجاج، وهو جوهر معروف. وفيه ثلاث لغات: فالضم لغة الحجاز، وهو قراءة العامة، والكسر والفتح لغة قيس.
وبالفتح قرأ ابن أبي عبلة ونصر بن عاصم في رواية وبالكسر قرأ ابن مجاهد. نصر بن عاصم في رواية عنه، وكذلك الخلاف في قوله "الزجاجة". وأبو رجاء.
والجملة من قوله: "فيها مصباح" صفة لـ "مشكاة". ويجوز أن يكون الجار وحده هو الوصف، و "مصباح" مرتفع به فاعلا.
قوله: "دري"، قرأ أبو عمرو بكسر الدال وياء بعدها همزة. والكسائي
وقرأ حمزة عن وأبو بكر بضم الدال وياء بعدها همزة. والباقون بضم الدال وتشديد الياء من غير همزة، وهذه الثلاثة في السبع، وقرأ عاصم زيد بن علي والضحاك بفتح الدال وتشديد الياء. وقرأ وقتادة بكسرها وتشديد الياء. وقرأ الزهري أبان بن عثمان وابن المسيب وأبو رجاء أيضا "دريء" بفتح الدال وتشديد الراء وياء بعدها همزة. وقتادة
فأما الأولى فقراءة واضحة لأنه بناء كثير يوجد في الأسماء نحو "سكين" وفي الصفات نحو "سكير".
[ ص: 406 ] وأما القراءة الثانية فهي من الدرء بمعنى الدفع أي: يدفع بعضها بعضا أو يدفع ضوءها خفاءها، قيل: ولم يوجد شيء وزنه فعيل إلا مريقا للعصفر وسرية على قولنا: إنها من السرور، وإنه أبدل من إحدى المضعفات ياء، وأدغمت فيها ياء فعيل، ومريخا للذي في داخل القرن اليابس، ويقال بكسر الميم أيضا، وعلية ودريء في هذه القراءة، وذرية أيضا في قول. وقال بعضهم: "وزن دريء في هذه القراءة فعول كسبوح قدوس، فاستثقل توالي الضم فنقل إلى الكسر، وهذا منقول أيضا في سرية وذرية.
وأما القراءة الثالثة فتحتمل وجهين، أحدهما: أن يكون أصلها الهمز كقراءة إلا أنه أبدل من الهمزة ياء، وأدغم، فيتحد معنى القراءتين، ويحتمل أن يكون نسبة إلى الدر لصفائها وظهور إشراقها. حمزة،
وأما قراءة تشديد الياء مع فتح الدال وكسرها، فالذي يظهر أنه منسوب إلى الدر. والفتح والكسر في الدال من باب تغييرات النسب.
[ ص: 407 ] وأما فتح الدال مع المد والهمز ففيها إشكال. قال أبو الفتح: "وهو بناء عزيز لم يحفظ منه إلا السكينة بفتح الفاء وتشديد العين". قلت: وقد حكى "فعليه السكينة والوقار" و الأخفش: "كوكب دري " من "دراته".
قوله: "يوقد" قرأ ابن كثير "توقد" بزنة تفعل فعلا ماضيا فيه ضمير فاعله يعود على المصباح، ولا يعود على "كوكب" لفساد المعنى. والأخوان وأبو عمرو "توقد" بضم التاء من فوق وفتح القاف، مضارع أوقد. وهو مبني للمفعول. والقائم مقام الفاعل ضمير يعود على "زجاجة" فاستتر في الفعل. وباقي السبعة كذلك إلا أنه بالياء من تحت. والضمير المستتر يعود على المصباح. وأبو بكر
وقرأ الحسن والسلمي وابن محيصن، ورويت عن من طريق المفضل كذلك، إلا أنه ضم الدال، جعله مضارع "توقد"، والأصل: تتوقد بتاءين، فحذف إحداهما كـ "تذكر". والضمير أيضا للزجاجة. عاصم
وقرأ "وقد" فعلا ماضيا بزنة قتل مشددا، أي: المصباح. وقرأ عبد الله وسلام أيضا "يوقد" بالياء من تحت، وضم الدال، مضارع توقد. والأصل يتوقد بياء من تحت، وتاء من فوق، فحذفت التاء من فوق. هذا شاذ [ ص: 408 ] إذ لم يتوال مثلان، ولم يبق في اللفظ ما يدل على المحذوف، بخلاف "تنزل" و "تذكر" وبابه; فإن فيه تاءين، والباقي يدل على ما فقد. [665/ب] وقد يتمحل لصحته وجه من القياس وهو: أنهم قد حملوا أعد وتعد ونعد على يعد في حذف الواو لوقوعها بين ياء وكسرة فكذلك حملوا يتوقد بالياء والتاء على تتوقد بتاءين، وإن لم يكن الاستثقال موجودا في الياء والتاء. الحسن
قوله: "من شجرة" "من" لابتداء الغاية، وثم مضاف محذوف أي: من زيت شجرة. وزيتونة فيها قولان أشهرهما: أنها بدل من "شجرة". الثاني: أنها عطف بيان، وهذا مذهب الكوفيين وتبعهم وقد تقدم هذا في قوله "من ماء صديد". أبو علي.
قوله: "لا شرقية" صفة لـ "شجرة" ودخلت لتفيد النفي. وقرأ بالرفع على إضمار مبتدأ أي: لا هي شرقية. والجملة أيضا في محل جر نعتا لـ "شجرة". الضحاك
قوله: "يكاد" هذه الجملة أيضا نعت لـ "شجرة".
قوله: "ولو لم تمسسه نار" جوابها محذوف أي: لأضاءت لدلالة ما تقدم عليه، والجملة حالية. وقد تقدم تحرير هذا في قوله "ردوا السائل ولو جاء على فرس" وأنها لاستقصاء الأحوال: حتى في هذه الحال. وقرأ [ ص: 409 ] ابن عباس "يمسسه" بالياء لأن المؤنث مجازي، ولأنه قد فصل بالمفعول أيضا. والحسن
قوله: "نور على نور" خبر مبتدأ مضمر أي: ذلك نور. و "على نور" صفة لـ "نور".