والعامة على كسر "إن" لوجود اللام في خبرها، ولكون الجملة حالا على الراجح. قال أبو البقاء: "وقيل: لو لم تكن اللام لكسرت أيضا; لأن الجملة حالية، إذ المعنى: إلا وهم [يأكلون]". وقرئ "أنهم" بالفتح على زيادة اللام، و "أن" مصدرية. التقدير: إلا لأنهم. أي: ما جعلناهم رسلا إلى الناس إلا لكونهم مثلهم.
وقرأ العامة "يمشون" خفيفة. وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعبد الله "يمشون" مشددا مبنيا للمفعول. أي: تمشيهم حوائجهم أو الناس. وقرأ [أبو] عبد الرحمن "يمشون" بالتشديد مبنيا للفاعل، وهي بمعنى "يمشون". قال الشاعر:
3479 - ومشى بأعطان المباءة وابتغى قلائص منها صعبة وركوب
[ ص: 470 ] قال الزمخشري: "ولو قرئ "يمشون" لكان أوجه، لولا الرواية" يعني بالتشديد. قلت: قد قرأ بها السلمي ولله الحمد.
قوله: "أتصبرون" المعادل محذوف أي: أم لا تصبرون. وهذه الجملة الاستفهامية قال الزمخشري: "موقعها بعد الفتنة موقع "أيكم" بعد الابتلاء في قوله " ليبلوكم أيكم أحسن " يعني أنها معلقة لما فيها من معنى فعل القلب، فتكون منصوبة المحل على إسقاط الخافض.


