و "طهور" يجوز أن يكون صفة مبالغة منقولا من طاهر كقوله تعالى: "شرابا طهورا"، وقال:
[ ص: 488 ]
3486 - إلى رجح الأكفال غيد من الصبا عذاب الثنايا ريقهن طهور
وأن يكون اسم ما يتطهر به كالسحور، وأن يكون مصدرا كالقبول والولوع. ووصف "بلدة" بـ "ميت" وهي صفة للمذكور لأنها بمعنى البلد.
قوله: "ونسقيه" العامة على ضم النون. وقرأ أبو عمرو في رواية عنهما وعاصم وأبو حيوة بفتحها. وقد تقدم أنه قرئ بذلك في النحل والمؤمنين. وتقدم كلام الناس عليهما. وابن أبي عبلة
قوله: "مما خلقنا" يجوز أن تتعلق بـ " نسقيه " وهي لابتداء الغاية. ويجوز أن تتعلق بمحذوف على أنها حال من "أنعاما". ونكرت الأنعام والأناسي: قال "لأن علية الناس وجلهم منيخون بالأودية والأنهار، فبهم غنية عن سقي الماء، وأعقابهم - وهم كثير منهم- لا يعيشهم إلا ما ينزل الله من رحمته وسقيا سمائه". الزمخشري:
قوله: "وأناسي" فيه وجهان، أحدهما: وهو مذهب أنه جمع [ ص: 489 ] إنسان. والأصل: إنسان وأناسين، فأبدلت النون ياء وأدغم فيها الياء قبلها، ونحو ظربان وظرابي. والثاني: وهو قول سيبويه الفراء والمبرد أنه جمع إنسي. وفيه نظر لأن فعالي إنما يكون جمعا لما فيه ياء مشددة لا تدل على نسب نحو: كرسي وكراسي. [677/أ] فلو أريد بـ كرسي النسب لم يجز جمعه على كراسي. ويبعد أن يقال: إن الياء في إنسي ليست للنسب وكان حقه أن يجمع على أناسية نحو: مهالبة في المهلبي وأزارقة في الأزرقي. والزجاج
وقرأ يحيى بن الحارث الذماري - في رواية- "وأناسي" بتخفيف الياء. قال والكسائي "بحذف ياء أفاعيل كقولك: أناعم في أناعيم". وقال: "فإن قلت لم قدم إحياء الأرض وسقي الأنعام على سقي الأناسي؟ قلت: لأن حياة الأناسي بحياة أرضهم وحياة أنعامهم، فقدم ما هو سبب حياتهم، ولأنهم إذا ظفروا بسقيا أرضهم وسقي أنعامهم لم يعدموا سقياهم". الزمخشري: