آ. (23) قوله : وما رب العالمين : إنما أتى بـ "ما" دون "من"; لأنها يسأل بها عن طلب الماهية كقولك: ما العنقاء؟ ولما كان جواب هذا السؤال لا يمكن عدل موسى عليه الصلاة والسلام إلى جواب ممكن، فأجاب بصفاته تعالى، وخص تلك الصفات لأنه لا يشاركه تعالى فيها أحد. وفيه إبطال لدعواه أنه إله. وقيل: جهل السؤال، فأتى بـ "ما" دون "من" وليس بشيء. وقيل: إنما سأل عن الصفات. ذكره وليس بشيء; لأن أهل البيان نصوا على أنها يطلب بها الماهيات وقد جاء بـ "من" في قوله: أبو البقاء. "فمن ربكما يا موسى" .
[ ص: 519 ]