[ ص: 523 ]
3514 - حذر أمورا لا تضير وآمن ما ليس منجيه من الأقدار
وقد زعم بعضهم أن لما سأله: هل تحفظ شيئا في إعمال فعل؟ صنع له هذا البيت. فعيب على سيبويه كيف يأخذ الشواهد الموضوعة؟ وهذا غلط; فإن هذا الشخص قد أقر على نفسه بالكذب فلا يقدح قوله في سيبويه: والذي ادعى أنه صنع البيت هو الحقي. وحذر يتعدى بنفسه، قال تعالى: "يحذر الآخرة"، وقال سيبويه. العباس بن مرداس:
3515 - وإني حاذر أنمي سلاحي إلى أوصال ذيال منيع
وقرأ ابن السميفع وابن أبي عمار "حاذرون" بالدال المهملة من قولهم: "عين حدرة" أي: عظيمة، كقوله:
3516 - وعين لها حدرة بدرة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
[ ص: 524 ] والمعنى: عظيما. وقيل: الحادر: القوي الممتلئ. وحكي: رجل حادر أي: ممتلئ غيظا، ورجل حادر أي: أحمق كأنه ممتلئ من الحمق، قال:
3517 - أحب الغلام السوء من أجل أمه وأبغضه من بغضها وهو حادر
ويقال: أيضا: رجل حذر، بزنة "يقظ" مبالغة في حاذر، من هذا المعنى قلت: فقد صار يقال: حذر وحذر وحاذر بالدال المعجمة والمهملة، والمعنى مختلف.