وغيره من القراء لا يميل شيئا من ذلك، وقياس مذهب أن يميل الألف الأخيرة وفتحة الهمزة قبلها. وكذا نقله الكسائي ابن الباذش عنه وعن حمزة.
وإن وصل: فإن ألفه الأخيرة تذهب لالتقاء الساكنين، ولذهابها تذهب إمالة فتحة الهمزة وتبقى إمالة الألف الزائدة. وإمالة فتحة الراء قبلها عنده اعتدادا بالألف المحذوفة. وعند ذلك يقال: حذف السبب وبقي المسبب; لأن إمالة الألف الأولى إنما كان لإمالة الألف الأخيرة كما تقدم تقريره، وقد ذهبت الأخيرة، فكان ينبغي أن لا تمال الأولى لذهاب المقتضي لذلك، ولكنه راعى المحذوف، وجعله في قوة المنطوق، ولذلك نحا عليه فقال: "وقراءة هذا الحرف بالإمالة محال": قلت: وقد تقدم في الأنعام عند "رأى القمر" و "رأى الشمس" ما يشبه هذا العمل فعليك باعتباره ثمة. أبو حاتم
قوله: "لمدركون" العامة على سكون الدال اسم مفعول من أدرك أي: لملحقون. وقرأ الأعرج بفتح الدال مشددة وكسر الراء. قال وعبيد بن عمير "والمعنى: متتابعون في الهلاك على أيديهم". ومنه بيت الحماسة: الزمخشري:
[ ص: 527 ]
3518 - أبعد بني أمي الذين تتابعوا أرجي الحياة أم من الموت أجزع
يعني: أن ادرك على افتعل لازم بمعنى فني واضمحل. يقال: ادرك الشيء يدرك فهو مدرك أي: فني تتابعا، ولذلك كسرت الراء. وممن نص على كسرها أبو الفضل الرازي قال: "وقد يكون "ادرك" على افتعل بمعنى أفعل متعديا، ولو كانت القراءة من هذا لوجب فتح الراء، ولم يبلغني عنهما - يعني عن الأعرج وعبيد- إلا الكسر".