وإن كانت ناقصة جاز فيها أربعة أوجه، أحدها: أن يكون اسمها مضمرا فيها بمعنى القصة، و "آية أن يعلمه" جملة قدم فيها الخبر واقعة موقع خبر "تكن". الثاني: أن يكون اسمها ضمير القصة أيضا، و "لهم" خبر مقدم، و "آية" مبتدأ مؤخر، والجملة خبر "تكن" و "أن يعلمه": إما بدل من "آية"، وإما خبر مبتدأ مضمر، أي: هي أن يعلمه. الثالث: أن يكون "لهم" خبر "تكن" مقدما على اسمها، و "آية" اسمها و "أن يعلمه" على الوجهين المتقدمين: [ ص: 553 ] البدلية وخبر ابتداء مضمر. الرابع: أن يكون "آية" اسمها و "أن يعلمه" خبرها. وقد اعترض هذا: بأنه يلزم جعل الاسم نكرة، والخبر معرفة. وقد نص بعضهم على أنه ضرورة كقوله:
3533 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ولا يك موقف منك الوداعا
وقوله:
3534 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . يكون مزاجها عسل وماء
وقد اعتذر عن ذلك: بأن "آية" قد تخصصت بقوله: "لهم" فإنه حال منها، والحال صفة، وبأن تعريف الجنس ضعيف لعمومه. وهو اعتذار باطل ولا ضرورة تدعو إلى هذا التخريج، بل التخريج ما تقدم.
وأما قراءة الباقين فواضحة جدا فـ "آية" خبر مقدم، و "أن يعلمه" اسمها مؤخر، و "لهم" متعلق بآية حالا من "آية".
وأما قراءة فكقراءة "ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا" وكقول ابن عباس لبيد:
3535 - فمضى وقدمها وكانت عادة منه إذا هي عردت إقدامها
[ ص: 554 ] إما لتأنيث الاسم لتأنيث [الخبر]، وإما لأنه بمعنى المؤنث. ألا ترى أن "أن يعلمه" في قوة "المعرفة" و "إلا أن قالوا" في قوة "مقالتهم" وإقدامها "بإقدامتها".
وقرأ الجحدري: "أن تعلمه" بالتاء من فوق. شبه البنين بجمع التكسير في تغير واحده صورة، فعامل فعله المسند إليه معاملة فعله في لحاق علامة التأنيث. وهذا كقوله:
3536 - قالت بنو عامر خالوا بني أسد يا بؤس للجهل ضرارا لأقوام
وكتبوا في الرسم الكريم "علمؤا" بواو بين الميم والألف. قيل: هو على لغة من يميل الألف نحو الواو، وهذا كما فعل في الصلاة والزكاة.