[ ص: 674 ]
3606 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وتحت الرغوة اللبن الفصيح
ومنه فصح الرجل: جادت لغته. وأفصح: تكلم بالعربية. وقيل: بالعكس. وقيل: الفصيح الذي ينطق. والأعجم: الذي لا ينطق. وعن هذا استعير أفصح الصبح أي: بدا ضوءه. وأفصح النصراني: دنا فصحه بكسر الفاء وهو عيد لهم. وأما في اصطلاح أهل البيان فهي خلوص الكلمة من تنافر الحروف كقوله: "ترعى الهعخع". ومن الغرابة. كقوله:
3607 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ومرسنا مسرجا
ومن مخالفة القياس اللغوي كقوله:
[ ص: 675 ]
3608 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . العلي الأجلل
وخلوص الكلام من ضعف التأليف كقوله:
3609 - جزى ربه عني عدي بن حاتم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ومن تنافر الكلمات كقوله:
3610 - وقبر حرب بمكان قفر وليس قرب قبر حرب قبر
ومن التعقيد وهو: إما إخلال نظم الكلام فلا يدرى كيف يتوصل إلى معناه؟ كقوله:
3611 - وما مثله في الناس إلا مملكا أبو أمه حي أبوه يقاربه
وإما عدم انتقال الذهن من المعنى الأول إلى المعنى الثاني، الذي هو لازمه والمراد به، ظاهرا كقوله:
[ ص: 676 ]
3612 - سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا وتسكب عيناي الدموع لتجمدا
وخلوص المتكلم من النطق بجميع ذلك فصارت الفصاحة يوصف بها ثلاثة أشياء: الكلمة والكلام والمتكلم بخلاف البلاغة فإنه لا يوصف بها إلا الأخيران. وهذا له موضوع يوضح فيه، وإنما ذكرت لك ما ينبهك على أصله.
و [قوله] : "لسانا" تمييز.
قوله: "ردءا" منصوب على الحال. والردء: العون وهو فعل بمعنى مفعول كالدفء بمعنى المدفوء به. وردأته على عدوه أعنته عليه. وردأت الحائط: دعمته بخشبة كيلا يسقط. وقال "يقال: "ردأته وأردأته". النحاس:
وقال سلامة بن جندل:
3613 - وردئي كل أبيض مشرفي شحيذ الحد أبيض ذي فلول
وقال آخر:
3614 - ألم تر أن أصرم كان ردئي وخير الناس في قل ومال
[ ص: 677 ] وقرأ "ردا" بالنقل، نافع كذلك إلا أنه لم ينونه كأنه أجرى الوصل مجرى الوقف. وأبو جعفر ليس من قاعدته النقل في كلمة إلا هنا. وقيل: ليس فيه نقل وإنما هو من أردى على كذا. أي: زاد. قال الشاعر: ونافع
3615 - وأسمر خطيا كأن كعوبه نوى القسب قد أردى ذراعا على العشر
أي: زاد [وأنشده الجوهري: قد أربى، وهو بمعناه].
قوله: "يصدقني" قرأ حمزة بالرفع على الاستئناف أو الصفة لـ "ردءا" أو الحال من هاء "أرسله"، أو من الضمير في "ردءا". والباقون بالجزم جوابا للأمر. وعاصم وزيد بن علي "يصدقوني" أي: وأبي فرعون وملؤه. قال ابن خالويه: "وهذا شاهد لمن جزم; لأنه لو كان رفعا لقال "يصدقونني" يعني بنونين".
وهذا سهو من ابن خالويه; لأنه متى اجتمعت نون الرفع مع نون الوقاية جازت أوجه، أحدها: الحذف، فهذا يجوز أن يكون مرفوعا، وحذف نونه لما ذكرت لك. وقد تقدم تحقيق هذا في الأنعام وغيرها. وحكاه الشيخ عن ابن خالويه ولم يعقبه بنكير.