الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            4 - باب القافة ، ودعوى الولد .

                                                            4348 - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، وأبو محمد عبد [ ص: 195 ] الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد ، قالا : أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا ابن جريج ، أخبرني ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهو مسرور تبرق أسارير وجهه ، فقال : " ألم تسمعي ما قال المدلجي ورأى أسامة بن زيد ، وزيدا نائمين ، وقد خرجت أقدامهما فقال : إن هذه الأقدام بعضها من بعض " .

                                                            4349 - ورواه إبراهيم بن سعيد ، عن الزهري ، وقال في الحديث : فسر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأعجبه ، وأخبر به عائشة . قال إبراهيم : وكان زيد أحمر أشقر أبيض ، وكان أسامة مثل الليل .

                                                            ورواه يونس عن الزهري وقال في الحديث : وكان مجزز قائفا .

                                                            4350 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أخبرنا الربيع بن سليمان ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا مالك .

                                                            وأخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني ، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ، أخبرنا محمد بن إبراهيم العبدي ، أخبرنا يحيى بن بكير ، حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد ، عن سليمان بن يسار : أن عمر بن الخطاب ، كان يليط أولاد الجاهلية بمن ادعاهم في الإسلام فأتى رجلان ، كلاهما يدعي ولد امرأة . فدعا [ ص: 196 ] عمر بن الخطاب قائفا . فنظر إليهما . فقال القائف : لقد اشتركنا فيه . فضربه عمر بن الخطاب بالدرة ، ثم دعا المرأة فقال : أخبريني خبرك . فقالت : كان هذا لأحد الرجلين ، يأتيني . وهي في إبل لأهلها فلا يفارقها حتى يظن وتظن أنه قد استمر بها حبل ، ثم انصرف عنها فأهريقت عليه دماء . ثم خلف عليها هذا ، تعني الآخر - ، فلا أدري من أيهما ؟ فكبر القائف . فقال عمر للغلام : وال أيهما شئت .

                                                            4351 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الوليد الفقيه ، أخبرنا الحسن بن سفيان ، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة ، أخبرنا أبو أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أبيه : " أن عمر قضى في رجلين ادعيا رجلا لا يدري أيهما أبوه ، فقال عمر للرجل : اتبع أيهما شئت " .

                                                            4352 - ورواه عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن هشام بطوله بمعنى رواية سليمان بن يسار ، وهذا إسناد صحيح موصول ، قال فيه عبد الرحمن : فقام الغلام فتبع أحدهما ، قال عبد الرحمن بن حاطب : فكأني أنظر إليه متبعا لأحدهما . يذهب وهذا أولى من رواية قتادة عن ابن المسيب .

                                                            4353 - ورواه مبارك بن فضالة عن الحسن أن عمر جعله لهما يرثانه ويرثهما ، وكلاهما منقطع ، ورواية المدنيين موصولة ، ورواية سليمان بن يسار لها شاهدة .

                                                            روينا عن أبي موسى ، وابن عباس ، وأنس بن مالك في الأخذ بقول القافة .

                                                            وأما الإقراع بينهما ،

                                                            4354 - فأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصفهاني ، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي ، أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني ، أخبرنا شبابة ، أخبرنا شعبة ، عن [ ص: 197 ] سلمة بن كهيل ، عن الشعبي ، عن أبي الخليل ، أو ابن الخليل ، عن علي : أن " ثلاثة اشتركوا في ظهر امرأة فادعوا الولد ، فأمر علي رجلا أن يقرع بينهم ، وأمر الذي قرع أن يعطي الآخرين ثلثي الدية ، ويكون الولد له . وهكذا رواه سلمة بن كهيل ، عن الشعبي موقوفا وهو المحفوظ .

                                                            4355 - ورواه الأجلح بن عبد الله ، عن الشعبي ، عن أبي الخليل ، عن زيد بن أرقم قال : كنت جالسا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ جاء رجل من أهل اليمن ، فذكر له قضاء علي هذا قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أضراسه - أو قال - نواجذه .

                                                            4356 - ورواه عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن صالح ، عن الشعبي ، عن عبد خير ، عن علي وقال البخاري : عبد الله بن الخليل الحضرمي ، عن زيد بن أرقم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في القرعة ، لم يتابع عليه ، ولم يعد رواية عبد الرزاق محفوظة .

                                                            ورواه داود الأودي ، عن الشعبي ، عن أبي جحيفة ، فذكر قضاء علي وبلوغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وضحك منه حتى بدت نواجذه .

                                                            وداود غير محتج به .

                                                            4357 - وروي عن ابن أبي ظبيان ، عن علي ، في رجلين وقعا على امرأة في طهر ، فقال : الولد بينكما وهو للباقي منكما .

                                                            4358 - وروي من وجه آخر - في ظهر - فقال : الولد بينكما - مرسلا وفي ثبوته عن علي نظر ، والله أعلم .

                                                            [ ص: 198 ]

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية